الجفاء ما زال يسود علاقاته مع عبدالاله الخطيب ومروان الحمود.. النسور يجري مصالحة مع آل الرفاعي سعياً لـ "تصفير المشاكل"

اخبار البلد 
اخيراً حل الوئام والانسجام محل الخصومة القديمة التي وقعت منذ نحو ربع قرن بين عبدالله النسور، رئيس الوزراء، وزيد الرفاعي، رئيس الوزراء الاسبق، على خلفية تصريحات هجومية لاذعة شنها النسور على آل الرفاعي آنذاك·


وقالت مصادر مطلعة  ان هذه "المصالحة التاريخية" التي اثارت اهتمام الرأي العام، قد تحققت بمبادرة من الرئيس النسور الذي قام بعد تكليفه بتشكيل الحكومة، بزيارة زيد الرفاعي في منزله وبحضور نجله الرئيس السابق سمير الرفاعي، حيث اعرب لهما عن رغبته في نسيان الماضي، وفتح صفحة جديدة في سجل العلاقة بين الطرفين·


وافادت المصادر ان النسور الذي يطمح - فيما يبدو - الى رئاسة حكومة ما بعد الانتخابات النيابية، قد طلب من زيد الرفاعي الا يبخل عليه بالنصح والمشورة باعتباره صاحب تجربة سياسية غنية، فيما تمنى على سمير الابن نسيان مناوشات ما تحت القبة البرلمانية قبل عامين، حين كان النسور قد هاجم حكومة سمير بشدة وحجب الثقة عنها، وهي التي كانت قد نالت ثقة 111 نائباً بصمجياً·

النسور الذي لم يزر سوى ثلاثة رؤساء حكومات سابقين في منازلهم، هم فايز الطراونة، وطاهر المصري، وزيد الرفاعي، اكتفى لدى تكليفه بتأليف الحكومة، باجراء مكالمات هاتفية بروتوكولية مع ستة عشر رئيساً سابقاً، بدءاً بشيخهم الكبير احمد اللوزي، ووفقاً لما جرت عليه العادة بين الرئيس المكلف والرؤساء السابقين·


وفي المقابل كشفت هذه المصادر عن توتر مكتوم يسود علاقة الرئيس النسور مع بلدياته عبدالاله الخطيب، رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات الذي سبق له ان استقال من منصب مدير مكتب وزير الخارجية عام 1991 بمجرد ان تولى النسور حقيبة وزارة الخارجية·
ولفتت هذه المصادر الى ان التوتر القديم/الجديد بين النسور والخطيب قد تجلى بشكل واضح في اختلاف مواقيت اجراء الانتخابات النيابية المقبلة، فبينما اعلن النسور لدى زيارته مجلس الاعيان يوم الثلاثاء الماضي ان موعد اجرائها قد يكون يوم الخامس من شهر شباط المقبل، سارع الخطيب بوصفه صاحب الولاية الشرعية بخصوص الانتخابات، الى اعلان موعدها يوم23 كانون الثاني، وذلك في اول صدام بين الحكومة الجديدة، وبين الهيئة المستقلة للانتخابات التي تريد ان تثبت للنسور وللرأي العام ايضاً انها مستقلة اسماً وفعلاً·


زيارة النسور الى مجلس الاعيان لفتت انظار اعضاء المجلس الى خصومة سلطية اخرى بينه وبين العين مروان الحمود الذي جاء ترتيبه في الجلوس على منصة المجلس الى جانب الرئيس النسور ملاصقة، ولكن دون ان يتبادل الرجلان طوال الجلسة اية كلمة، او حتى ينظر احدهما في وجه الآخر·


واعتبرت هذه المصادر المطلعة ان سياسة "تصفير المشاكل" التي يبدو ان النسور المعروف بطموحاته يحاول اعتمادها كمدخل عريض الى رئاسة الحكومة المقبلة، تتطلب منه اجراء المزيد من المصالحات والتفاهمات السياسية، وبالذات داخل "البيت السلطي"·