الطفل الرواشدة : ضربوا الاطفال والنساء وكبار السن بالهراوات.. وتعرضت للضرب وللشتائم المهينة و البصق!!

أكد الفتى المفرج عنه أمس تقي الدين الرواشدة، أن أهم ما تعلمه خلال فترة توقيفه على خلفية مشاركته في الاحتجاجات الأخيرة المناهضة لرفع أسعار المشتقات النفطية، هو الدفاع عن قضيته المتمثلة بإصلاح الوطن، مؤكدا أن جميع الناس يشتركون في هذه القضية.  

ورأى الرواشدة (16عاما)، أن دفاعه عن وطنه لو كان "سيؤثر على دراسته فإنه سيؤثر إيجابا على جميع الطلاب من سِنّه".
وكان الرواشدة، اعتقل مساء الثلاثاء الماضي في اعتصام دوار الداخلية، عقب قرار الحكومة رفع الأسعار، ووجهت له تهمتا "تقويض نظام الحكم"، و"التجمهر غير المشروع".

وفي حوار مع "الغد"، فور الإفراج عنه، قال الرواشدة "كنت أراقب الدرك في الاحتجاج ولم أهتف، خوفا على النساء والأطفال، وعندما كنت أشعر بالخطر كنت أنبههم".

وأضاف "قبل صلاة الفجر، وبعد المشاورات حول البقاء في الاعتصام أو العودة إلى بيتنا، قرأنا الفاتحة وكبرنا تكبيرات العيد، وصلينا ركعتين، وبعدها بدأوا برشّ المياه، وضربنا بالهراوات، وهناك نساء ضُربن أيضا، ورجال كبار في السن".
وأوضح "هربت أنا ومجموعة من الشباب، واتجهت صوب هيئة الأوراق المالية، ثم حاولت العودة إلى منزلي، وعند جسر المشاة هناك تم اعتقالي، وتعرضت لضرب قوي وللشتائم المهينة، وتم البصق علي داخل الباص، حيث أدخلت إليه عُنوة، إلى أن جاء ضابط وأخبرهم أني "حدث"، فتوقفوا بعدها عن ضربي، وحولت بعدها إلى مديرية شرطة العاصمة، وهناك عاملوني معاملة حسنة".
وأضاف أن شرطة العاصمة قامت بتحويله إلى مركز أمن الزهور، حيث أبلغوه بتحويله إلى مدعي عام أمن الدولة.
وبعد مرور خمسة أيام، تم تحويل الرواشدة إلى محكمة أمن الدولة بتهمة "تقويض نظام الحكم" و"التجمهر غير المشروع"، ومن هناك أودع في مركز أحداث أسامة بن زيد، حيث تم الإفراج عنه أمس.
وأشار إلى أنه رأى خلال وجوده في المحكمة الناشطة الموقوفة علا الصافي وكانت "علامات الضرب واضحة على جسدها".
إلى ذلك، أكد معتصم أبو رمان، محامي الرواشدة، أن الأخير تعرض لـ"انتهاك وضرب خلال اعتقاله وليس عند توقيفه هو وعشرات الناشطين" عند دوار الداخلية، مشيرا إلى أنه أمضى خمسة أيام في مديرية شرطة العاصمة "تحت التحقيق".
وأوضح، للغد، أن الرواشدة اعتقل ليلة أول أيام الاحتجاج عند دوار الداخلية، وتم تحويله إلى مدعي عام محكمة أمن الدولة، أول من أمس.
وبعد إدلائه بأقواله أمر المدعي العام بإيقاف الرواشدة 15 يوما على ذمة التحقيق، وتحويله إلى مركز أحداث أسامة بن زيد في الرصيفة.

وأفاد أبو رمان أنه كانت هناك محاولات لإخلاء سبيل الحدث الرواشدة بكفالة مالية وعدلية حتى يلتحق بدراسته، غير أنها باءت بالفشل حتى أفرج عنه أمس.

بدوره، زار والد الحدث أحمد الرواشدة ابنه صباح أمس، بحسب ما كشف عنه للغد في مركز الأحداث للاطمئنان عليه، مشيرا إلى أن معنويات ولده "عالية جدا، وهو متمسك بحقه في المشاركة في الاحتجاجات انطلاقا من حقه الدستوري".

وبين أن هناك خطوات قانونية وحقوقية تدفع باتجاه الإفراج عن ولده، لاسيما وأنه لم يبلغ السن القانونية بعد، مشيرا إلى أن اتفاقية حقوق الطفل توجب حماية ابنه والمحافظة على تعليمه.

وكان الحدث الرواشدة رفض، خلال التحقيق معه، التوقيع على تعهد بعدم الخروج في المسيرات، بحسب ما جاء على لسان هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك.

من جهتها، أفادت عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك المحامية لين الخياط أن هناك أكثر من موقوف لدى محكمة أمن الدولة، حيث وصلت أعدادهم إلى نحو 18 موقوفا، من بينهم الحدث عمار عبد الرحمن، وأيمن كايد، وغيرهم من الأحداث دون 18 عاما، إضافة إلى الموقوف أيمن القزعة (18 عاما)، الذي حول إلى مركز إصلاح وتأهيل الجويدة.

إلى ذلك، أفادت عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك ورئيسة لجنة الحريات في نقابة المحامين نور الإمام أن 80 موقوفا من الحراك الاحتجاجي على قرار رفع الأسعار تم تحويلهم إلى محكمة أمن الدولة.

وأفادت الإمام أن 11 موقوفا منهم وجهت إليهم تهمة "تقويض نظام الحكم"، فيما وجهت إلى البقية تهم إثارة الشغب والتجمهر غير المشروع، وجميعها تهم تندرج في "باب الإرهاب" وفق قانون العقوبات الأردني.

وبينت أن لجنة الحريات تستقبل يوميا أهالي موقوفين لرصد حقوقهم في توكيل محامين لهم، لافتة إلى أن هيئة الدفاع ستقوم بزيارة الموقوفين صباح غد.