إذا فعلت مثلهم فأنت منهم


حقائق بعيدة عن الأوهام ، تصرّفات نسيجة للأفكار ، أفعال نابعة من أعماق الوجدان ، ويبقى الفارق العظيم ما بين الصّواب والخطأ ، فلكلٍّ طريق ظاهر مبين ، فليست الإرادة بالحكم الجبري على المنوي فعله ، وإنّما لا بدّ من التّحكم بالأبدان والضبط للأذهان.

عليك الإختيار ؛ لأنّ المسارات عديدة ومتفرّقة ، واعلم أن هناك أمور غير مقبولة في مجمع القواميس ، وأنّه يتوجّب دائما المسير حيث المبتغى بتصميم على سلوك الطّريق المستقيم ؛ الذي يتسّم بالحقّ والإستقامة دون اعوجاج وتضليل ، و بعيدا عن الضّلال وقلاع التّمرد و العصيان .

الحقّ واضح كما الشّرّ بائن ، فلا تحكم بالظّاهر فقط ، وحاول التّعمق لتدرك الموجود بالباطن ، دون الشّق عن القلب ، وإنّما بما تؤول إليه الأفعال ، احرص على أن تكون في الصّواب موجود ، ولا تفعل مثلهم ، لأنّك لا تريد الإندراج ضمن قوائمهم ؛ التي لم ترضى عنها ، ليس من الآن وإنّما على امتداد الزّمان .

من عشق كيانا حافظ عليه من كلّ الشّرور ، وحرص على صيانته بالقيم المثلى ، لأنّ سلامته فيه ادخال للبهجة والسّرور ، وتعرضه لأذى فيه لوم وتأنيب ، فلا تقسى على نفسك ، ولا تعطيها حريّتها المطلقة ، فتندم على ما صنعت حتى من دون قصد ، واجعل الدّائرة مفادها نشر المحبة والسّلام ، فهو دواء لداء عُضال ، واصبر فإنّ مصيره فرج قريب ، ولا تيأس فالدّليل بمثابة العنوان ، واحرص على التّمسك بالقيم النّاصعة لتمضي كما تريد ، وليس كما مقرّر لك في الظّلام خلف الجدران .


https://www.facebook.com/ahmadnedalawwad