فقراء الاردن وكلابها

فقراء الاردن وكلابها

بالرجوع للتقرير المالي السنوي للمؤسسة العامة للضمان الاجتماعي وما تضمن التقرير من جداول تظهر عدد الاشخاص المؤمن عليهم لدى المؤسسة حتى تاريخ 31/12/2011 ، يتضح حجم المصيبة والمأساة التي تهدد الاقتصاد الاردني والمجتمع الاردني نتيجة لتآكل الطبقة الوسطى بشكل كبير وزيادة نسية الفقر بشكل يدعوا للقلق
حيث يظهر الجدول رقم (8) من التقرير المالي ان عدد المؤمن عليهم لدى المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي حتى تاريخ 31/12/2011 بلغ 955566 شخص وان عدد الذين تقل رواتبهم الاجمالية عن 500 دينار شهريا يمثلون ما نسبته 83,2 % من المجموع الكلي وان عدد الذين تقل رواتبهم الاجمالية عن 600 دينار شهريا يمثلون ما نسبته 87,8% من المجموع الكلي وان عدد الذين تقل رواتبهم الاجمالية عن 700 دينار شهريا يمثلون ما نسبته 90,4% من المجموع الكلي ، فاذا كانت بعض الدراسات تشير الى أن من تقل رواتبهم الشهرية عن 800 دينار هم ضمن شريحة الفقراء وهذا واضح من طريقة منح الدعم الذي اقرته حكومة رئيس الوزراء( ابو العريف ) لمن رواتبهم الشهرية دون 800 دينار
واذا اضفنا على هذه الارقام اعداد المتقاعدين الذين يتقاضون رواتب تقاعدية من المؤسسة العامة للضمان ومن الجيش والذين بكل تأكيد الغالبية العظمى منهم تقل رواتبهم الشهرية عن 700 دينار ، يتضح ان فقراء الاردن تزيد نسبتهم عن 93% من المجتمع
ولو افترضنا ان اصحاب الدخل المتوسط هم الذين تتراوح رواتبهم بين 800 دينار شهريا ولغاية 3000 دينار وهؤلاء نسبتهم لا تزيد عن 6,5% من المجتمع وان الاغنياء هم الذين تزيد رواتبهم عن 3000 دينار شهريا وهؤلاء نسبتهم لا تزيد عن 0,5% من المجتمع الاردني
يتضح جليا ان طبقة الاغنياء الذين لا تزيد نسبتهم عن 0,5 % هم من يمتلكون مقدرات الوطن وهم من يتحكون بالاقتصاد الاردني
ويتضح ايضا وبشكل واضح تناقص الطبقة الوسطة التي تعتبر صمام الامان لاي اقتصاد والمحرك الرئيسي له
فكيف اذا اضفنا على ما سبق حيتان الفساد حملة الملفات الاقتصادية المشبوهة ودعاة الخصخصة وما يترتب عليها من سمسرة ومصمصة لعظام الوطن من كلاب الفساد واكلة الجيف بعد ان ذبحوا حلالها ودوابها ولم يبقى امامهم الا ان ينالوا من كرامة وشرف ابناء الوطن الشرفاء الذين صبروا وتحملوا لاجل الوطن الكثير الكثير ،
لاعتقادهم بأن الشعب سيرة غنم يذبحون منها كيف شاءوا ومتى شاءوا، ولكن كرامة وشرف وكبرياء ابناء الوطن الشرفاء عصي على انياب هؤلاء الكلاب وسيكون نارا ووبالا عليهم وعلى ذراريهم الذين غذوا بالحرام عاجلا او آجلا وسيعلمون أي منقلب ينقلبون ولو بعد حين
اما ما طالعنا به رئيس الوزراء( ابو العريف ) من بيانات وارقام وما لحقهما من اجراءات تعسفية تزيد الفقير فقرا وتضغط على انفاسه وتستغل قدرته على الصبر والتحمل لحرصه على ان يبقى الوطن آمن ومستقر في وقت كثرة فيه العواصف والامواج ،
فهذا والله كثير واخشى ان يكون فوق قدرة المواطن على التحمل والصبر وان يؤدي لما لا نحمد عقباه في ظل حكومات ورؤساء حكومات لا يبالون ان اخذتهم العزة بالاثم ،
ليثبتوا للمواطن بأنهم اصحاب كلمة لا يرجعون فيها ، ولضنهم بان ابناء هذا الوطن يعيشون في زمن الغفلة والاقطاعيات والمزارع والضيعات التي عاشها الناس في الازمنة الغابرة ،
فكل ابناء الاردن يعرفون من هو رئيس الوزراء منذ تسلمه لحقيبة وزارة التربية والتعليم قبل عدة سنوات
وما تصريحاته ومداخلاته على منابر المجلس النيابي وفي القنوات الفضائية المختلفة في الفترة الاخيرة وقبل حل المجلس النيابي السابق وافعاله وتصريحاته وهو في منصب رئيس الوزراء وخلال اقل من شهر من تسلم ( ابو العريف ) للمنصب الا دليل جلي وواضح ومكشوف لابناء الاردن عن طبيعة شخصيته ومدى طموحاته ،
كيف لا وهو من وصل الى ما وصل اليه من تعليم ومنح دراسية في ارقى واغلى الجامعات الاجنبية كافي لان يغير مواقفه ووجهات نظره بين ليلة وضحاها وحسب ما تقتضيه المصلحة ،
والحبل جرار بكل تأكيد في ظل سياسات توريث الوزارات والمناصب في الحكومات والمؤسسات المستقلة ، التي انشأت وخصص لها مئات الملايين من الدنانير من الموازنات السنوية المرهقة بالعجز والانفاق ،
وكل ذلك فقط لترعى ابناء رؤساء الحكومات والوزارات والنواب والاعيان وبالاخص السحيجة منهم وتؤمن لهم دخل شهري عالي حتى لو لم يكن لهم عمل حقيقي يقومون به في هذه المؤسسات الوهمية التي تشبه دوائر الانتخاب الوهمية في القانون الانتخابي السابق
افعلوا ما شئتم وتقلبوا كيف شئتم انما هي اعمالكم مسجلة ومحصية عليكم وسيحاسبكم عليها التاريخ وستجدونها في صحائف اعمالكم يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم