"الهتّيف" على "ظهر البكم الأزرق "كما يراه الزميل المجالي

اخبار البلد

بقلم : عبد الهادي راجي المجالي - ثمة ملاحظات استوقفتني مرتبطة (بالهتيف) الذي يصعد فوق البكم الأزرق المرافق للمسيرات على دوار الداخلية...كنت أراقبه والتقطت بعض الملاحظات :-

أولا:- جميع الهتافات التي أطلقها كانت مكتوبة ومعدة على ورقة موضوعة في جيبه وكلما حاول تذكر هتافا جديدا أخرج الورقة من جيبه وقرأها..وهذا يؤكد بأن الأخ (الهتيف ) حافظ درسه.

ثانيا:- كان يرتدي (شبشب)..وهذا يؤكد أيضا أنه طلب على عجل...ولم يتسن له إعداد نفسه جيدا.

ثالثا:- جلس على الحافة اليمنى للبكم بعبارة أخرى على ماسورة (القفص) وهذا الامر يعطي إشارة مهمة الى أن الأخ لديه خبرة في (العربشة) فقد سبق له أن تعربش على أحد البكمات.

رابعا:- بعد كل هتاف ونتيجة للانفعالات وحركة اليد كان يضرب بقدمه على زاوية قفص (البكم) وكان يحرك أسفل الكعب بطريقة متناغمة وهذا يعطي ايحاءات وإشارات مهمة تؤكد أن الأخ كان (دبيكا) اي عضو فرقة دبكة في وقت سابق ونتيجة لتراكم الخبرات أصبح (هتيفا).

خامسا:- الملاحظة الأخطر أنه كان يستعمل عبارات... اثناء ترديد المحتجين لهتافاته وبعيدا عن المايكريفون ومما رصدته من عبارات ترديده لكلمة :- (إعطي..ايوه) وجملة (عبي..كمان) وأحيانا كان يستعمل جملة :- (شد كمان...شد يايا) وهذه العبارات تؤكد على تراكم خبرات سابقة منها مثلا أنه هتف في مبارايات الدوري الممتاز وأنه شارك في الأعراس الشعبية وأنه أيضاً كان من رواد النوادي الليلية قبل إعلانه للتوبة النصوحة.

سادسا :- بعد أن يتعب ونظرا لوجود مجموعة من المايكريفونات...ونتيجة لقيام (هتيف) آخر بمساعدته..كان يضع المايكريفون على الخصر الأيمن تحت الحزام..وهذا الأمر يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن طريقة وضع المايكريفون بهذا الشكل شبيه بطريقة حمل (الموس)...فالأخ يبدو أن لديه خبرات في (الشرط) وإحداث الجروح التي تترك أثرا...
سابعا :- كان يراقب الموبايل كل (5) دقائق وهذا يدل على أن الأخ لديه إرتباطا اخر ربما يكون (هوشة) أو (عرس ) أو (سهرة).

ثامنا :- نسيت أن أخبركم أن الأخ كان يضع (جل) ويلبس خاتم...

أنا لا أعيب على المحتجين دورهم ولا أحقر أو اشكك بحقهم في التجمهر والمسيرات ولكن سؤالي لماذا يتم السماح لكل صاحب سوابق بأن ينضوي تحت مظلة الحراك؟ ولماذا تناط به عمدا كسر المحظورات ويتم الدفع له من تحت الطاولة ولماذا يفرز الرفض في العالم مثقفين ورموزا وقاده بالمقابل يفرز الحراك لدينا مجموعة من التائبين وأصحاب السوابق...

الدولة لها واجب حماية الناس ومثلما هي ملزمة بحماية المواطن العادي..ملزمة أيضا بحماية الحراكات من الدخلاء...
الذين قدموا هذا الشخص وأنا أتهم ( الاخوان المسلمين) شخصيا يعرفون السوابق وملف هذا (الهتيف) ويدركون أنه لا مشكلة لديه بدخول السجن وليس لديه مشكلة بالصدام مع الأمن...وفي لحظة قد يقومون بصنع بطل وطني منه....والغريب أن جماعة مثل الأخوان تدرك هذا الأمر جيدا...

الحراك الأخير اعطى مظلة لأصحاب السوابق , ونقلهم من حالة المطلوب لحالة البطل وإذا كان هذا الأسلوب يليق بحزب سياسي محترم في الأردن فأظن أننا لا نلام إذا ذهبنا في المرة القادمة لأي مسيرة مدججين (بالقنوات).