الإستشهادي عبدلله النسور على شاشة كراميش وطيور الجنة !!
أخبار البلد - كتب بسام البدارين - القدس العربي
يعرف رئيس الوزراء الأردني عبدلله النسور من أين تؤكل كتف الإعلام فقد ترك صديقنا كل الأسئلة المعلقة بالمستوى الوطني وأدرك بأنه لا يستطيع مخاطبة الرأي العام الأردني عبر شاشة الحكومة فاندفع يظهر على كل الشاشات المتاحة.
أجمل تعليق قرأته لتشخيص هذا الإندفاع كان على صفحة زميلنا خليل الحاج توفيق الذي قال: في اربعة ايام ... النسور على التلفزيون الاردني والجزيرة والعربية ونورمينا ... واليوم في رؤيا ... هل سنراه قريبا في قناة كراميش او قناة طيور الجنة؟
طبعا في كل هذه المنازلات تمسك النسور بروايته لقصة رفع الأسعار ولسبب أو لآخر شعرت بأنه يسعى لشحن الحراك الإجتماعي كلما هدأت الأمور وهو يطل على الأردنيين متمسكا بقرار رفع الأسعار معلنا: لن نتراجع عنه.
المظاهرات السلمية في الواقع لا تطالب بالتراجع عن القرار فقط بل بسقوط حكومة النسور فورا وقد سقطت من الناحية العملية الأن وبعضها - أي الشعارات - قفز لأبعد من ذلك وهو يطالب بإسقاط النظام برمته.
في غرفة القرار يصر القوم على أن الإحتجاجات كانت (في المعدل المتوقع) لكن لسبب أو لآخر أشعر بأن طلة النسور البهية على الشاشات كان لها غرض يتيم: شحن الجمهور مجددا ومنعه من طي الصفحة والنسيان وتذكيره بأن أنبوبة الغاز أصبحت عزيزة جدا حتى دخل الأردنيون في طور تبادل التهائي عند الحصول على واحدة.
النسور على حد تعبير زميلنا فهد الخيطان تبنى علنا عملية رفع الأسعار فقد ظهر على الشاشة الحكومية في مسرحية معدة سلفا وطرح عليه المذيع سؤالا واحدا لا غير ... الإجابة إستمرت 40 دقيقة حيث صمت المذيع وتدفق رئيس الوزراء يتحدث عن صباه وخبراته إلى ان أبلغ الأردنيين بالمصيبة التي ستحل على رؤوسهم.
عبدلله النسور الإستشهادي
لاحقا قال الرجل على فضائية رؤيا ما معناه: التاريخ سينصفني وأجيال المستقبل ستعرف كيف خدمت بلدي وحميت الإقتصاد .. بسرعة إستذكر النسور الراحلان وصفي التل وهزاع المجالي بإعتبارهما من الشخصيات التاريخية التي إتخذت قرارات مفصلية وحاسمة قبل دفع حياتهما ثمنا لها.
أحسست لوهلة أن حبيبنا (أبوزهير) وهو إسم رئيس الوزراء يميل إلى الإستشهاد ويبحث عن (إغتيال ما) .. شخصيا أعلق بالرد المصري المعروف في مثل هذه الحالات (يا رجل تف من بئك) وبالأردني: له له يا أبو زهير ألله يطوللنا عمرك.
الإخراج في عملية رفع الأسعار كان سيئا للغاية فمجلس الوزراء ليس بالصورة والبدائل كانت متاحة ونسبة الرفع قاسية وقياسية وكلما هدأ الشارع فوجئنا برئيس الحكومة يذكره بأنه لن يتراجع.. هل حصل ذلك صدفة وببراءة؟
تلفزيون الحكومة تدفق يبث لنا صور تخريب وإحراق المؤسسات لكنه لم يقم بواجبه تجاهي كمواطن حتى الأن ويخبرني عن هوية المخربين الذين قاموا بالإحراق والسطو وإرهاب الناس والإعتداء على القانون ... ذلك واجب الحكومة وأجهزتها الأمنية وليس واجبي ومن غير المعقول أن التلفزيون الذي يتوسع في عرض صور الإرهابيين ونشاطاتهم التي كانت ستقع يعجز عن عرض صور مخربين قاموا جهارا نهارا بأعمالهم المخلة بالقانون.