حديث عن مسودة هدنة إسرائيلية بحراك دبلوماسي بالقاهرة وزيارات عربية لغزة ( وحراك دولي )

اخبار البلد - من بسام العريان 

غادر البارحة مسؤول إسرائيلي رفيع القاهرة حيث بحث فرص التوصل إلى هدنة في غزة، وهي هدنة طلبت حركة المقاومة الإسلامية ضمانات دولية لتقبلها، بينما دعت السلطة الفلسطينية لقمة للجامعة العربية التي سيحل وفد منها بالقطاع في زيارة تضامنية في وجه العدوان الإسرائيلي.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر مطلعة قولها إن المسؤول الإسرائيلي -الذي زار القاهرة لساعات- عرض على المخابرات المصرية مسودة اتفاق هدنة والبدء في فتح المعابر ورفع الحصار عن غزة مع التعهد بإنهاء سياسة الاغتيالات "مقابل وقف إطلاق الصواريخ".

وكان الرئيس المصري محمد مرسي تحدث السبت عن مؤشرات على هدنة قريبة، لكنه قال إنه لا ضمانات بشأنها.
وقد التقى مرسي وفدا رفيعا من حماس يقوده رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل.

وقال رئيس مركز الدراسات الفلسطينية في القاهرة إبراهيم الدراوي إن مشعل عرض موقف حماس من التهدئة التي تريدها الحركة متكافئة ومتبادلة وتشمل فكا للحصار.

وقال يوسف أحمد وهو قيادي بحماس لإذاعة صوت فلسطين الرسمية التابعة للسلطة إن حماس تشترط لقبول الهدنة رفع الحصار، إلى جانب وقف الاغتيالات.

أمير قطر قال إن إسرائيل لن توقف عدوانها إلا إن جوبهت بمقاومة صلبة
وقد بحث أيضا مشعل وضع غزة مع أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي قال للجزيرة إن إسرائيل بسبب طبيعتها لن توقف هجمتها إلا إذا جوبهت بمقاومة صلبة، داعيا لرفع الحصار، وشاكرا للرئيس المصري فتحه معبر رفح وتقديمه المعونة الإنسانية للقطاع.

واستشهد أكثر من 70 فلسطينيا في القطاع في خمسة أيام جراء الغارات الإسرائيلية، فيما لقي ثلاثة إسرائيليين مصرعهم بصواريخ المقاومة.

كما التقى مشعل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي حذر إسرائيل من أن الظروف الراهنة تختلف عن ظروف 2008، في إشارة إلى العدوان السابق على القطاع.

وقالت تحليلات إسرائيلية إن القيادة الإسرائيلية راضية بنتائج عملية "الزوبعة"، وقد تكون جاهزة لقبول هدنة.

لكن المحلل الفلسطيني إبراهيم الدراوي يرى هو الآخر أن موقف حماس تقوى بالمساندة السياسية الواضحة من مصر وقطر وتركيا، فضلا عن نجاحها في استهداف العمق الإسرائيلي لأول مرة.


وتأتي هذه التطورات في وقت يحل فيه وفد وزاري عربي يقوده الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بالقطاع هذا الثلاثاء، تعبيرا عن التضامن العربي مع غزة.

وكان وزراء الخارجية العرب قرروا في ضوء العدوان "إعادة تقييم الموقف العربي" من مبادرة السلام العربية.

وسيكون ضمن الوفد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، لتكون أول مرة منذ 2007 يزور فيها وزير بحكومة رام الله القطاع، الذي تسيطر عليه حماس.

تحدث المالكي عن زيارة "باسم الجامعة العربية"، دون الإشارة إلى ترتيبات معينة مع الحكومة المقالة. 
وقد دعت السلطة الوطنية الفلسطينية على لسان الرئيس محمود عباس لقمة عربية عاجلة تبحث العدوان، ولاجتماع عاجل للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكل الفصائل بما فيها حماس.

ووقعت حماس وحركة التحرير الفلسطينية (فتح) العام الماضي اتفاق مصالحة شاملا، لكنه لم يتجسد.

ومن غزة كان وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام حذر إسرائيل بأن ما كان مباحا ماضيا لم يعد متاحا الآن بسبب التغيرات التي عرفها العالم العربي.

من جهته حل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بإسرائيل في إطار المساعي الدولية لتحقيق وقف لإطلاق النار، فيما استبق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون زيارة للمنطقة بدعوة إسرائيل والفصائل الفلسطينية لدعم جهود التوصل إلى هدنة.

بان كي مون استبق زيارته بدعوة إسرائيل والفصائل لدعم جهود الوساطة وأبدى بان كي مون "حزنه العميق" لمقتل عشرة من عائلة فلسطينية واحدة بغارة إسرائيلية، و"ارتياعه" لإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

ولم تحدد الأمم المتحدة محطات الزيارة، لكن الصحافة الإسرائيلية قالت إنه سيزور تل أبيب، فيما قالت السلطة إنه سيزور أيضا الأراضي الفلسطينية.