ما حدث في الاردن دروس وعبر

مصطفى خريسات

من حيث المبدأ لا يوجد شخص في الدولة الاردنية يؤيد رفع الاسعار من الملك حتى اصغر مواطن. وبمن في ذلك رئيس الوزراء الحالي الذي تحمل عبء القرار بكل سلبياته لسبب بسيط لا يوجد اي مسؤول لا يطمح بشعبية حتى لو كانت على حساب الوطن!!.


اغلبية الناس وانا منهم ضد رفع الاسعار بل وعلى استعداد للنزول والمطالبة بالغاء القرار, بل والمشاركة سواء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي او الشارع لان هذا القرار يمس كل مواطن منا.


لكن عندما تصل الامور الى حد النيل من الوطن واستغلال البعض ذلك لاثارة الفتن ما ظهر منها وما بطن, والمطالبة باسقاط النظام من خلال مشهد دراماتيكي تقليدي اعمى, فهذا يجعلنا نعيد الحساب بعفوية نزول البعض الى الشارع !!.


بالتأكيد لن يكون من شرفاء الوطن الا الوقوف الى جانبه بشتى الوسائل لحمايته من الخفافيش التي تسللت الى المطالب الشعبية النقية الصادقة تحاول النيل من الوطن بأساليب بالية يائسة .


البعض شبه الايام الماضية بالبدايات في درعا.. بالمعنى هم يدركون ما يفعلون.. يعرفون اين سيصلون بالمعنى الاوضح هناك قرار واستراتيجية وخطط. لايصال الاردن الى حالات مشابهة لما في الدول المجاورة (!!).


من هنا كل الاردنيين يعتبرون الوطن اغلى واسمى من كل شيء بما في ذلك جرة الغاز وتنكة الكاز.. ومن يتوقع انه سينال من الاردن بهذه الطريقة واهم.. والايدي الخفية حاولت وتحاول العبث بأمن البلد اصبحت معروفة ومكشوفة للعيان والتي اندست داخل الحراك ومآربها غير ما كان يطالب به ابناء الحراك الشرفاء (!!).


في اليوم الاول للتظاهر حدثني احد الثقات وكان متواجداً على دوار الداخلية في لحظة اعلان القرار.. ان نواة التجمع على دوار الداخلية التي بدأت تهتف بشعارات ذات اسقف عالية تنتمي الى حزب معين, وعندما بدأ الجمهور بالتوافد انصهر جماعة الحزب داخل المجموعة واعطوا الواجهة لغيرهم الذي تصدر المشهد وبدأت الهتافات تتصاعد اكثر فأكثر وهذا ما حدث, تماما كما حدث في مصر، في بدايات ما يسمى بالثورة عندما كانوا يوزعون ادوارهم ما بين ميدان التحرير وحسني مبارك.. هذا السيناريو نجح في مصر وغيرها لكنه لن ينجح في الاردن لان ابنائه لن يسمحوا بالعبث بالوطن ومقدراته والذين يسعون ويحلمون ان يحكموا الاردن وفق معاييرهم مثلما حصدوا في دول اخرى نقول لهم ( فشرتوا )!! لان الارض والشعب والنظام جسد واحد غير قابل للتغيير!!!.