إضغط لايك

تسألني عن السبب لمعاودتي نشر الخواطر على المواقع الإلكترونية بعد أن كنت قد أعلنت بأني سأحتفظ بها لمشروع رواية. أنا بجاوبك قلت لجبر الفِطن.
يا عزيزي الناس زمان كانت بتشترى الكتب وبُتذكر أخوك فواز اللي كان بيشتغل بوكالة الأنباء وكان يرجع آخر الشهر حامل دستة كتب، لأنه كان يشتري من أبو علي صاحب الكشك في ساحة فيصل، بتعرفه، وكان يقعد أيام بيوكل بالكتب أكل ... أقصد قراءة مش أكل. الآن، دِلني على شخص بيشتري كتاب، أو حتى رأيته حامل كتاب ... ما في.
يا إنسان، إن خِليت بِليت قال جبر، والأوضاع تغيرت فالناس أصبحت تتعامل مع الكمبيوتر وتقرأ من هناك. يا عزيزي، بتسمي هذه قراءه ولا نطنطة على الحيطان. على أية حال، يوجد هناك سبب آخر لعودتي عن قراري العرمرمي ... خير إن شالله ، سأل جبر. السبب الحقيقي أني فكرت بالمعركة التي سأخوضها للحصول على رقم إيداع للرواية من دائرة المكتبة الوطنية ... هذه سهله، أجاب جبر.
ضحكتني يا رجل ... إذا الملك اللي هو الملك ... منعوا كتابة من دخول البلد ولولا تدخل الخيّرين في البلد ما كان شاف النور بالأردن. أنا كتاباتي ملغومة مثل ما بتعرف، والجماعة ما بحبوا الألغام ولا الحكي بالألغاز .... هظول جماعة دوغري ... مثل رئيس الوزراء. وخذلك كمان سبب، أنا بصلتي محروقة وما بصبر وأتمنى أن يشاركني القراء بطبق الخاطرة وهي ساخنة، وبنبسط كلما رن جرس اللايك. واللايك تعبير عن المحبة ومن يُحِب ولا يُعبر عن حُبِه بلايك فقد كتم مشاعِره، وليس أجمل من أن تَحِب وتُحَب.
لماذا لا توّكل المهمة لدار نشر، وأعطي الخبز لخبازة يا إنسان. بتفكر إني ما جرّبت وعندي كتاب علمي جاهز للطباعة إسمه العقار ومواد البناء وارسلتة لدور النشر وسألوني: الكتاب مقرر في الجامعة، قلت لهم، لا يوجد شيء إسمه كتاب مقرر في الجامعة، لأنه الجامعة جامعة والمدرسة مدرسة. قالوا كيف يعني، عندك دكاترة كثير بيفرضوا كتبهم على الطلاب وبتبّعوا معه سطر بسطر. وجاوبتهم بأن الجامعة تُعطي وصف للمادة Syllabus وعلى المُدرس إبتكار المحتوى الذي ينسجم مع هذا الوصف. يا إنسان، ذكرتني بمادة أساليب بحث علمي اللي أخذتها بالاردنية، كان دكتورنا بيقرأ من كتاب يقول أنه من تأليفه، وتبين أن ناتج دمج عدة فصول من ثلاث مراجع تمخض عنها الكتاب الرابع، أي إنِتا محبّكها شوية قال جبر الفِطن.
وبتعرف ماذا كان رد الناشر عندما سألته، وكم بتعطيني مقابل الكِتاب، قال: أعطيك ... شو أعطيك، أنا بطبع وأنا ببــيـع. وسألته، طيب كم نسخة مجانية بتعطيني، رد: بيكفيك عشرين. معقول هالحكي يا إنسان، إستغرب جبر وتابع ... سمعت أنه الأدباء في الغرب بيعيشوا من نتاج إصداراتهم وأن الكثير منهم بيملين مِن صف الحكي.
يا عمّي، هذه ملَكة موجودة عند القليلين من البشر، ومِن حق هؤلاء الناس الحصول على عائد مالي في المقابل ... آه بتقول عائد، يعني بِقدر الدوغري يحط على الحكي جمارك، وبتقول الحكي ما عليه جمارك.