لعنة الكرسي وحكومة الانا


أطل علينا دولة الدكتورعبدالله النسور على اكثر من فضائية رسمية وخاصه خلال الايام الماضيه للترويج والحديث عن قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية الذي اتخذته حكومته ، وحاول بمناسبة وغير مناسبة عمل " شو " اعلامي واستعراض عضلات ، مشيرا لشجاعة حكومته الفذة واستفراده بهذا القرار الذي أشعل البلد وأغضب الشارع الاردني بأكمله ، وعدم حاجته للشعبية.
الرئيس أكد أنه لم يأخذ توجيهات من الملك بقرار الرفع وأنه لم يستمع لنصائح الاجهزة الامنية وأنه أقوى من المخابرات العامة وأنه صاحب القرار ويتحمل مسؤوليته ونتائجه ، لا أدري كيف له أن يخاطر بأمن واستقرار وطن بأكمله ليستمر بتعنته واستهتاره بما يحدث بالشارع الاردني
في حديث دولة الدكتور النسور والذي كرر فيه " أنا وأنا وأنا " أكثر من ثلاثين مرة في دقائق ، وكأنه يتحدث عن بطولات تاريخية عظيمة والذي بات كلامه مستهلكا ولم يورد به أي جديد أشار الى ان القرار الشجاع والذي سيذكره التاريخ له وسيتذكره المواطن الاردني به بعد أن أنقذ الوطن به كان لا بد منه في هذا الوقت ....
وللانصاف تاريخ الدكتور النسور يشهد له القاصي والداني ولكن منذ تسلمه الحكومة وحتى اللحظة انقلبت الموازين وتغير الحال وكأنه انقلب رأسا على عقب ، قد تكون الارقام والحقائق التي وجدها سببا ولكنها ليست المبرر ليراهن على أمن واستقرار وطن نتغنى به ونحمد الله ليلا ونهارا على هذه النعمة التي يتمناها كل من حولنا من دول شقيقة ،
دولة الدكتور النسور خبير اقتصادي مميز ولكن الاردن أنجبت الكثير من رجالات المال والاقتصاد الذين تحملوا مشاكل الموازنة وعجزها ولكن دون المساس بقوت المواطن ولا بأمن التراب الاردني

اليوم تجتاح البلد فوضى عارمه شملت معظم انحاء المملكه من شمالها لجنوبها وحالات اضراب عام واعلان عصيان مدني وشلل شبه تام في الاسواق وحرق وسلب ونهب لممتلكات عامة وخاصة وبنوك ويبدو ان البعض استباح عمل أي شيء وكل شيء بعد القرار الاخير .
دولة الرئيس الرجوع عن الذنب فضيله فقد انتظرك المواطن الايام الماضيه للرجوع عن قرارك ولكن اصرارك عليه حتى لو تحملت المسؤولية لقرارك لا يفيد بشيء عندما تهب العاصفه والثورة الشعبيه فعندها لا الرجوع عن القرار يفيد ولا حتى الاستقاله ... سيدي لابد من الوقوف لبرهة لتنظر للنتائج الاولية لقرارك الذي سيوصل البلد الى الهاوية لا قدر الله .
الوطن والمواطن أهم من كل القرارات الشجاعة ولك ان تبحث عن البديل للقرار حتى لو كلف الامر الحكومه الخروج من الدوار الرابع لوقف هذا القرار الذي استنزف الشعب وعلها تكون كبرى المصائب .

أهي لعنة الكرسي التي تخرج الانسان عن صوابه في اتخاذ قرارات حساسه وحرجه تجعله يتفرد بقرارات نحن بغنى عنها واضعا البلد على صفيح ساخن ويغامر برمي البلد الى المجهول متجاهلا الاحتجاجات الشعبيه .

الجميع ينتظر بفارغ الصبر كلمة من جلالة الملك تنتصر لما تبقى من أشلاء المواطن الاردني الذي أنهكته الخصخصة والفساد وبعض القرارات غير المسؤولة من مسؤولي هذا البلد الذين أصابتهم باستشراء لعنة الكرسي

أبو الحسين حامي الديار وحامي كرامة الاردنيين لابد أن ينتصر لهم وها نحن ننتظر !!!
حمى الله الوطن وأهله

المحامي محمد الغلاييني
mghalayeni@hotmail.com