كتاب "وايز" الجديد يساعد في ردم الهوة بين التعليم وسوق العمل

اخبار البلد 
أطلق مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" في دورته الرابعة كتابه الجديد "تعلم مهارات العمل: ابتكار جذري لمواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل"، الذي يستكشف عبر طيات صفحاته الـبالغ عددها 160 صفحة طرقاً مختلفة لتحسين الروابط بين التعليم وأسواق العمل المتسارعة التغير في عصرنا الراهن.
ويتناول الكتاب 15 دراسة حالة وقصة شخصية مستقاة من مشاريع تعليمية طموحة من مختلف أنحاء العالم، تم انتقاؤها بمساعدة مجتمع "وايز" الذي يضم فائزين سابقين بجوائز "وايز"، التي تهدف إلى تكريم وتشجيع وإبراز المشاريع التعليمية التي كان لها أثر مهم على المجتمعات.
ويركز الكتاب على قضية محورية وهي: عدم استطاعة الأنظمة التعليمية الحالية في إعداد الطلاب بالصورة المطلوبة لدخول سوق العمل بكفاءة واقتدار، وبالتالي التحول إلى أعضاء منتجين في مجتمعاتهم. فمع تزايد عدد خريجي الجامعات، ارتفعت معدلات البطالة بين شريحة الشباب ممن تقل أعمارهم عن 25 عاماً إلى مستويات غير مسبوقة عملياً في جميع أنحاء العالم. ما يدل على وجود ثغرة بين مهارات التعليم وما يحتاجه سوق العمل، ويؤكد على ضرورة إيجاد طرق جديدة كفيلة بردم هذه الثغرة.
و يسلط كتاب "وايز" الجديد، من خلال ما يتضمنه من إحصائيات ومقابلات شخصية ودراسة حالة وصور فوتوغرافية، الضوء على الحاجة إلى الابتكار في إعداد الطلاب لدخول سوق العمل ومواجهة تحديات الحياة في القرن الحادي والعشرين. ويرى كتاب "تعلم مهارات العمل" أنه لا بُدّ من تغييرٍ في الأنظمة التعليمية وسوق العمل على حد سواء، ولكن دلالات ذلك تتجاوز حدود التغيير، حيث سيجد القراء أنفسهم متجهين نحو استنتاج مهم مفاده أن تسهيل قدرة الطلاب على اكتساب المهارات لم يعد كافياً اليوم؛ وبالتالي، لا بد من تعليمهم قيم ريادة الأعمال بما يمكنهم من إحداث تغيير حقيقي يعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعاتهم.
ويغطي الكتاب مجموعة متنوعة من المشاريع، بما في ذلك شبكة المدارس التي أسستها منظمة "براك" غير الحكومية، التي حاز مؤسسها ورئيس مجلس إدارتها السير فاضل حسن عابد على جائزة "وايز" للتعليم في عام 2011. كما يتضمن العديد من المشاريع الفائزة بجوائز "وايز"، مثل شبكة تحالف الأرامل من أجل التنمية الاقتصادية المستدامة في غانا؛ وإذاعة صغار المزارعين في المناطق الريفية في نيجيريا؛ ومشروع "الجسر" للشراكة بين القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية في المغرب.
وقام بتأليف كتاب "وايز" الجديد فريق من الخبيرات المتخصصات في مجال الابتكار- فاليري هانون، سارة جيلينسون وليوني شانكس. وكان مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" قد كلف المصور العالمي رضا ديغاتي بتسجيل صور معبّرة لإضفاء المزيد من الحيوية على دراسات الحالة التي يتناولها الكتاب.
وفي هذه المناسبة، قال سعادة الشيخ الدكتور عبد الله بن علي آل ثاني، رئيس مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز": "يلتزم مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" بتسليط الضوء على المناهج الجديدة التي يمكن أن تساعد في التغلب على التحديات التعليمية، فضلاً عن تشجيع اعتماد حلول عملية وفعالة. ويمثل هذا الكتاب إضافة قيمة إلى سجل المؤتمر الحافل على صعيد هذه الجهود. لقد تمكنت العديد من المبادرات المتميزة في مختلف أنحاء العالم من تغيير الوضع الراهن وبعث الأمل في نفوس الشباب بالتمتع بحياة أفضل، كما تركت آثاراً إيجابية على مجتمعات بأكملها. ومن هذا المنطلق، سنقوم بتكريم وإبراز مثل هذه الممارسات الجيدة لكي يتم تكرارها في مجتمعات أخرى. ولا يستهدف هذا الكتاب المجتمع التعليمي فحسب، بل لا بد أيضاً من إيصال رسائله الرئيسية إلى صناع القرار وقادة الفكر الذين يمتلكون القدرة على تحريك عجلة التغيير، كما نهدف من خلاله إلى تعزيز الوعي لدى عامة الناس بأن التغيير ضروري وممكن الحدوث".
من جانبها، قالت فاليري هانون، عضو مجلس إدارة منظمة "إنوفيشن يونيت"، التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها: "يستكشف كتاب "وايز" الجديد أحد أهم التحديات التي يواجهها عصرنا الحالي ألا وهو وجود ثغرة بين عالمي التعليم والعمل. وبالتالي، فهو يسعى للتغلب على هذا التحدي من خلال بعث التفاؤل في نفوس الناس من خلال تسليط الضوء على مجموعة من المبادرات التعليمية المتميزة والناجحة على أمل أن يتم السير على نهجها في مناطق أخرى من العالم. كما يمثل الأشخاص الذين يقفون وراء هذه المشاريع المختارة نماذج ملهمة للإبداع البشري والدور الذي يمكن أن يلعبه التفكير الإبداعي في التغلب على التحديات الراهنة".
وقال رضا، المصور الصحفي في "ناشيونال جيوغرافيك" منذ عام 1991، ومؤسس وكالة "ويبيستان" (Webistan) للصور: "لقد أدركت خلال الوقت الذي قضيته محاولاً التعرف ميدانياً على هذه المشاريع، الأهمية الكبيرة التي تنطوي عليها الرؤية العالمية لكتاب "وايز" وتأثيره المحتمل. وطوال مدة العمل على هذا المشروع، لم نقلل أبداً من قدر المهمة التي نقوم بها، والتي تتمثل في أن نكون صوت وعين القارئ، وأن نشارك الناس هذه القصص التي ستسهم في النهاية في إلهام العالم أجمع".
تم إطلاق كتاب "وايز" الأول الذي يحمل عنوان "الابتكار في التعليم: دروس مستفادة من رواد العالم" (Innovation in Education: Lessons from Pioneers around the World)، خلال مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز 2011). ويتناول هذا الكتاب 16 مشروعاً رائداً نجحت في الارتقاء بحياة الناس من خلال التعليم، كما يلقي الضوء على بعض السمات المشتركة للابتكار، وآلية التوصل إليه، والأساليب الفعالة والوقت المناسب لتكرار وتوسيع نطاق الابتكارات الناجحة.
وكان مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" قد دعا كلاً من الكاتب وخبير الابتكار تشارلز ليدبيتر والمصور الفوتوغرافي رومان ستاروس ستاروبولي لزيارة أصحاب المشاريع المبتكرة بغية التعرف الى الطريقة التي تمكنوا من خلالها من تحويل الأفكار إلى أفعال يمكن تطبيقها على نطاق واسع. ويسلط كتاب "وايز" الضوء على مراحل تطور هذه المبادرات وتوسع نطاقها لتعود بالخير والفائدة على المتعلمين والمجتمعات على حد سواء، كما يعزز الوعي بالحاجة الماسة إلى دفع عجلة الابتكار في التعليم في كافة أنحاء العالم.
إلى ذلك، فقد تم إطلاق كتاب "تعلم مهارات العمل: ابتكار جذري لمواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل" خلال نسخة عام 2012 من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" الذي أقيمت فعالياته في العاصمة القطرية الدوحة.
للمزيد من المعلومات، وللاطلاع على الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو والتعليقات الخاصة بالجولة العالمية لفريق إعداد الكتاب، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: http://www.wise-qatar.org/content/making-2012-wise-book