مسرحية "صرخة صمت" .... صرخة في العالم الآخر.

اخبار البلد - احمد الغلاييني 
للمرة الاولى اكتب فيها عن عالم المسرح والفن . تعودت دائماً على الكتابة عن الجماليات الادبية في القصة والرواية واحيانا في المقالات الساخرة التي يكتبها بعض الكتاب وانا لست مؤهلاً للكتابة في هذه المجالات التي ذكرت ، فأنا لست بناقدٍ..أو كتاب ٍ أو شاعرٍ ، ولكني مجرد شخص يتابع بعض المشاهد الثقافية .
اليوم توجهت لمسرح المركز الملكي الثقافي لحضور مسرحية ٍ عراقية ٍ بعنوان : "صرخة صمت" ، للفيلسوف والكاتب المسرحي والناقد والناشط الفرنسي "جان بول سارتر" ، وكان لسارتر فلسفة في مخاطبة العالم الآخر فلسفة من خلال هذه المسرحية وربما أكون مخطئاً في تقديري لكن أنا مجرد مطلع ليس أكثر .
يصور الكاتب العالم الآخر - من وجة نظري - في الصراع بين ثلاث : الانس ، والملاك، والشيطان ، ويصور الانسان الذي يكرهه الشيطان بالمثقف وصاحب الفكر والمؤمن بالكتاب ، حيث أبدع الممثل في العرض بقراءة رموز غريبة ، هي ليست مفهومة للانسان ، وكأنها دلالات لقراءة الكتاب المقدس ، وصور الشيطان الذي نجهل لغته وحياته ولكن بحسب الخرافات فقد صوره بحسب الخرافات بلغة صوت القطة "المواء" ، حيث تقول السير والخرافات الشعبية أن القطة مسكونة بالشيطان أو الجن .
ويظهر جلياً تضايق الشيطان من تراتيل الكتاب ، حيث لا يجرؤ على الاقتراب من الانسان حين يكون مشبعاً بالإيمان وتظهر عليه علامات الغضب والضيق ، بينما يفرح الملاك بذلك .
زيبدو أن سارتر تعمق في القراءة عن العالم الآخر من خلال الكتب الدينية والسماوية كالإنجيل والمصحف الشريف ، حيث صور أن متعة المؤمن في الشرائع السماوية هو عشق فتاةٍ من فتيات الجنة "الحور العين" ، حسب المفهوم الديني الاسلامي ، كما صور في لقطة أخرى الشاب المستهتر الذي يتراقص على نغمات موسيقى "الهب هوب" .
حيث كان الشيطان يتراقص مع ذاك الشاب المستهتر وكان المؤمن يتضايق منها .
بقي أن نقول المخرج العراقي "علاء قحطان" ، أبدع في رؤيته الإخراجية والإبداعية للمسرحية ، من حيث الإخراج وتقديم المسرحية بأبسط صورة .