قطر:الاعتداء الآثم يجب الا يمر دون عقاب

الاعلامي بسام العريان
دعت قطر مجلس الأمن الدولي إلى "الاضطلاع بمسؤولياته" في وقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدة ان "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يجب الا يمر دون عقاب".
وقال رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء القطرية الرسمية الخميس "أحب ان أدين" الهجوم الإسرائيلي، مؤكدا ان "هذا الاعتداء الآثم يجب الا يمر دون عقاب".
وبعدما عبر عن تعازيه "للضحايا في غزة"، اكد الشيخ حمد ان "مجلس الامن يجب عليه ان يضطلع بمسؤولياته في حفظ السلام والأمن في العالم".
وأضاف الوزير القطري في تصريح على هامش الاجتماع الوزاري للحوار الاستراتيجي بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا في الرياض ان "هذه القضايا هي التي تجعل التطرف هو المنهاج. نحن نرفض الإرهاب ونرفض التطرف لكن هذه القضية ومثل هذه الاعتداءات غير المسؤولة وغير المبررة يجب ان تدان من قبل العالم".
وقتل 11 فلسطينيا على الأقل، بينهم احمد الجعبري القيادي البارز في الجناح العسكري لحركة حماس، وأصيب أكثر من مئة آخرين بجروح في اكثر من 60 غارة جوية شنها سلاح الجو الإسرائيلي على قطاع غزة منذ الأربعاء، كما أفادت مصادر طبية فلسطينية صباح الخميس.
من جهتها عبرت الصحف القطرية الخميس عن استنكارها "العدوان الإسرائيلي الجديد على قطاع غزة".
وكتبت صحيفة الراية في افتتاحيتها ان التصعيد الإسرائيلي الجديد "يأتي قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الإسرائيلية التي تريد من خلالها حكومة الاحتلال تفويضا لاستمرار اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني وتهويد المدن المحتلة في الضفة الغربية والقدس تحديدا".
واتهمت الصحيفة إسرائيل بأنها "تجد في الدم الفلسطيني في قطاع غزة صندوق اقتراع كفيل بجذب أصوات المستوطنين والمتطرفين وبالتالي فإن التصعيد العسكري الجديد فرصة لكسب المزيد من الأصوات بما يؤمن عودتها للحكم بعد الانتخابات المقبلة".
وأكدت ان "التعبير الدولي عن الإدانة والاستنكار والدعوات لضبط النفس لم يعد يجدي في مواجهة الهجمات الإسرائيلية المتواصلة والمستمرة على القطاع. فحكومات الاحتلال المتعاقبة تشن حرب استنزاف على القطاع بشكل متواصل ضمن إستراتيجية تطبقها وتسعى من خلالها إلى إبقاء قطاع غزة ضعيفا ومنهكا وجائعا ومحاصرا حتى لا يقوى ويهدد أمن الاحتلال ومستوطنيه".
واتهمت الصحيفة القطرية إسرائيل بأنها "تسعى إلى إحراق غزة وتغيير قواعد الاشتباك وإيصال رسالة إلى العالم العربي ومصر تحديدا ان ما تصفه +بأمنها+ مقدم لديها على جميع الاعتبارات في محاولة مكشوفة لجس نبض النظام الجديد في مصر واستكشاف المدى الذي يمكن أن تذهب فيه المواقف العربية تجاه عدوانها على قطاع غزة وبالتحديد مواقف دول الربيع العربي".
وشددت على ان "سعي حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى إحراق غزة وتكرار جرائمها ضد مواطنيها يستدعي ردا عربيا مختلفا هذه المرة يبدأ بقيام الدول العربية التي أعادت سفراءها إلى تل أبيب (مصر والأردن) قبل أسابيع قليلة بسحب هؤلاء السفراء فورا وإيصال رسالة واضحة لا لبس فيها لحكومة نتنياهو أن استمرار قصف غزة واغتيال أبنائها يهدد مصير اتفاقات السلام الموقعة معها".
من جهتها، كتبت صحيفة العرب ان الغارات الإسرائيلية على غزة "جاءت لتؤكد من جديد ان حكومة تل أبيب لا تعرف ماذا تفعل ولا تدرك أن المنطقة تغيرت ودخلت في مرحلة جديدة على الجميع أن يستوعب مداها وكيفية التعامل معها".
وأضافت "إذا كان عدوان إسرائيل على غزة نهاية عام 2008 مر بغطاء بعض الأنظمة العربية التي كانت قائمة آنذاك فإن العدوان الجديد لن يمر بالطريقة ذاتها السابقة فالأنظمة التي تواطأت تغيرت واختارت الشعوب أنظمة جديدة اقرب إليها والى تطلعاتها واقرب أيضا إلى فلسطين وغزة".
وتابعت ان "الجميع يعرف جيدا ان غزة اليوم ليست غزة عام 2008 فغزة التي كان يحاصرها نظام حسني مبارك المخلوع تمتد اليوم في عمقها المصري بعد ان جاءت إرادة الشعب بحكومة تعرف قيمة الإنسان وتقدر جيدا القضية الفلسطينية وبالتالي فان ما يمكن ان يكون قد مر قبل أربعة أعوام أثناء عدوان الرصاص المصبوب على غزة لا يمكن ان يمر هذه المرة".
وخلصت الصحيفة إلى ان "الشعوب العربية ومعها الأنظمة الوطنية التي جاءت بها ثورات الربيع العربي لن تسمح لإسرائيل بتكرار عملياتها العسكرية ضد غزة وهو أمر يجب ان تعرفه تل أبيب جيدا".