" غزة وغاز والله المستعان " إن الناس إن لم يجمعهم الحق شعبهم الباطل

الاعلامي بسام العريان
اللهم كما جمعت قلوب المسلمين ووحدتهم ضد العدوان الغاشم على غزة وحد صفوفنا نحن الاردنيين ضد العنف والتطرف والغلو في التعبير في شارعنا الاردني وابعد عنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ونسأل الله أن يقف العالم بأجمعه من دول عربية وصديقة لمساندة الأردن للخروج من أزمته الإقتصادية

إن ما يحصل من غلو في شارعنا الاردني هو كهذا المثل :
لو أن إنساناً نائماً، وعلى جبينه ذبابة، أيعقل من أجل أن تقتل هذه الذبابة أن ترمي هذا الرجل بصخرة فتسحق رأسه، وتقتله من أجل أن تنقذه من ذبابة ؟
أو كمن أحرق منزله من أجل أن يقتل صرصار ونحن نحرق بلدنا من أجل جرة غاز لا أجد فرق بيننا وبين هذا الذي أحرق بيته من أجل صرصار ...

في الوقت الذي تحترق فيه غزة تحت لهيب النار من العدوان الغاشم وتحترق بلدنا أيضا لكن هل يعقل ان تحترق بلدنا الاردن من قبل أبنائها ؟؟
هذا أمر ليس فينا نحن نشامى ونشميات هذا الوطن المعطاء المعروف بقيمه ومبادئه وتميزت الاردن بواحة الأمن والأمان فكيف نكون كذلك مع ما شهدته البلاد خلال اليومين الماضيين من اعمال تخريب وحرق واغلاق طرق وغيرها يدفع ثمنه الاردنيون لا سواهم, ولن يستفيد منه احد حتى اولئك الذين يحرضون عليه او ينفذونه. لذلك فاننا نهيب ونناشد كل المواطنين الشرفاء الحريصين على وطنهم ومقدراته وكذلك الاخوة الاعزاء الذين يشاركون في الاحتجاجات السلمية الحضارية ان يقفوا سداً منيعاً ودرعاً حامياً لممتلكات الوطن العام منها والخاص برفض جميع اشكال التخريب والحرق ومنع كل من تسول له نفسه بالتطاول على هذه الممتلكات التي شيدها الاردنيون بالعرق والدم.

فالاردنيون جميعاً يؤمنون بان دمهم حرام بينهم مثلما يؤمنون ان الاعتداء على اموالهم وممتلكاتهم حرام ايضا

أيها الإخوة الكرام، جاء الإسلام والعرب في الجزيرة آنذاك فرق وطوائف لا تربطهم رابطة، ولا تجمعهم جامعة، إلا ما كان من دواعي العيش ومطالب الحياة، في صورة لا تعدو وحدة قبلية، وعصبية جاهلية، والتي كانت إلى التفرق والخصام أقرب منها إلى الوحدة والوئام، فألَّفَ الإسلام بين قلوب المسلمين على حقيقة واحدة صارخة، وهي إيمان بإله واحد، وجاءت تعاليم الإسلام ومناهجه تقوّي تلك الرابطة، وتدعم تلك الوحدة بما افترضَ الله عليهم من صلاة وصوم وحج وزكاة، وبما دعاهم إليه من الاعتصام بحبل الله المتين، ودينه القويم، والتحلّي بكل خلق كريم، والتخلّي عن كل خلق ذميم، يقول الله في محكم كتابه :
((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا))

فماذا حصل بعد ذلك ؟
إن أردت قانوناً جامعاً للعداوة والبغضاء، فهو قانون ورد في آية كريمة، قال تعالى :
((فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ))

هذا القانون القرآني ينطبق على زوجين، وعلى أخوين، وعلى شريكين، وعلى فئتين، وعلى جماعتين، وعلى دولتين، وعلى كتلتين ..
إذا ابتعدنا عن منهج الله دبَّت العداوة والبغضاء بيننا، فإن رأيت عداوة وبغضاء فاسأل عن ضعف التطبيق، فاسأل عن المعاصي والآثام، فاسأل عن المخالفات والانحرافات وهذا ما فرَّق المسلمين بعد وحدتهم .