إلى الفاضل الدكتور عبدالله النسور رئيس الوزراء الأكرم


إقرار الدولة بقرار " عجز الدولة " وبأن المتاح من الحلول " رفع الأسعار " وتعويض منكوبي الحال بالزهيد من المال يدعو للشك والريبة... خاصة بظل حديث دولتكم عن قرار منصف للجيبة ... فكيف يُأخذ مني دينار وأعوض بُعشرة ! أبذاك خير يا ذا الشيبة ؟ ... قد طال عمرك حمدا لله وحسن بالأمس عملك ، فأتبع الطيبة طيبة ... وأنظر بأم عينك لما أحدثت لمحبوك من خيبة ...
ولا أخفيك قولاً " قد كنت منهم وأرجو الله أن أبقى منهم " إلا أن صاحب الوجهين لا يكون عند الله وجيهاً فكيف أستطيع أن أبقى ونحن من نذر أبي " لله والوطن والملك " منا الشهيد ، شهيد الأرض والعرض لا شهيد المحروقات ، يالـ الحرقة يالـ الحرقة ...
فإن كانت 12 دولة بالعالم تدعم المحروقات فلما لا نكون 13 ، أما أننا أعجز من أن نفعل وأكبر من أن نريد ، أما آن لنا أن نكتفي ذاتياً ونستقل بالرأي و لا ننتظر دعم الدول ، فنحن أردنٌ ذي هيبة ...
أنا لست محلل سياسي ولا إقتصادي ولا إجتماعي ولا متحزباً بحزب ولا أحمل في ثنايا صدري أجندة ، لأني جنديٌ من هذا الوطن وجهته كالكل كالأفراد من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها ، كالأجداد وكل ذي قربة ... فلما نسدد فاتورة الفاسد الذي شان ما فعل ، ولما نفعل ما عجزت عنه أمريكا وحلفائها ونؤججه بالمحروقات ، يالـ الحرقة يالـ الحرقة ...
أيغيب عنا الحل ونُصبح منه في حِل ونطمسُ ركناً من خماسيةِ الإسلام التي تُنصف الفقير والغني ، أين ( الزكاة ) أغابت وغاب مفهومها ؟ وهو من اتبعته دول لا تدين له بديدن ، أترانا استبدلناه بالضرائب أو ما شابه ذلك من الأسماء ، لينهشنا كل ذي نابٍ و حية ...
ثم يحضرني سؤال حينما استشهد قدركم بالرئيس مرسي و حذا حَذْوَه أن رفع الدعم ، أوليس ذات الرجل اليوم من فتح المعابر الحدودية على غزة ، نحن لا نطالبكم اليوم بذات الأمر فلكلٍ منا وضعه الذي لا يسمح به ، وان كان ليس لدينا معبرٌ أو طرقة ...
وأختم بقوله تعالى " أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ، لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ " ، فليضبط كل حر غيور نفسه وليترفع عن التخريب ، والتدمير ، ولـ يُطالب ، وليحتسب أمره عند ربه ، وأعوذ بالله أن يؤتى من قبلي عيبه ...