بسم الله الرحمن الرحيم
بيان حزب الجبهة الأردنية الموحدة حول رفع الأسعار
لم تكن الحكومة موفقة أبدا في قراراتها التي اتخذتها مساء يوم أمس، لا من حيث الشكل ولا من حيث المضمون ، إن كل الحجج والمبررات التي ساقها دولة الرئيس كان من الواضح أنها لا تقنع أحدا ، كما أن أي حكومة تعلم علم اليقين أن التفتيش في جيوب المواطنين الفقراء في هذا الوقت بالذات ليس أمرا حكيما ، و تعلم الحكومة أيضا أن الناس قد سئمت من التبريرات المتكررة والممجوجة من أن الحكومة والدولة والقضاء مجتمعين لا يستطيعون أن يحاكموا أو يحاسبوا الفاسدين ولصوص المال العام لعدم وجود الوثائق والأدلة ، والكل يعلم أن هذه حجج واهية .
الحل في أن نحاسب الفاسدين ونستعيد الأموال المنهوبة وفورا و بدون إبطاء ، والحل أن نبدأ إستراتيجية جديدة للإنتاج بدون لصوص وجلب المشاريع الكبرى والمستثمرين بدون أعمام داخل أروقة الحكومة والدولة ، والحل أن نستعيد شركة الفوسفات وغيرها من الشركات التي بيعت غبنا وفسادا وأن لا يضع المتنفذون العصي في دواليب العمل الجاد بحجج أن الحلول الجادة تعني تأميما ، وإن كان لا يصلح الوطن إلا بالتأميم فالوطن فوق الجميع ، وأن نستعيد أموال الفوسفات المنهوبة ومحاسبة الفاسدين فيها ، والحل أن نذهب إلى دول الخليج التي ندافع عن أمنها ونحمي حدودها لتتحمل مسؤولياتها في دعم الأردن الذي يقوم مقام الشرطي للخليج على مدى ستون عاما ونيف ، والحل في خليتين ، واحدة للحوار الوطني الحقيقي دون إقصاء أحد والأخرى لرسم السياسات الاقتصادية بعيدا عن تيارات الفساد التي تسرق وتحمي اللصوص .
لقد حذرنا بكلمات واضحة لا تحتمل التأويل أول من أمس وقلنا للرئيس أن لا يرتكب الخطيئة التي ارتكبها يوم أمس ، لكن يبدو أن الحكومة أيضا لا تقرأ وأن أخر هموم الرئيس مصلحة الشعب ، ما هكذا تورد الإبل ولا هكذا تدار الدولة يا دولة الرئيس ، وما حصل يوم أمس وقد يحصل اليوم أو قد يتكرر غدا يعني تدمير للكيان الأردني ونسف لمسيرة ثمانين عاما بضربة واحدة ، دولة الرئيس يستخف بعقول الناس حينما يقول ان الفاسدين لا يمكن اتهامهم بدون وثائق ، وهل ستبقى الحكومات تردد هذه المقولة الفاسدة كي يسكت الناس عن الفساد والفاسدين ، وكيف تنهب أموال الوطن ولا تدخل في الموازنات والميزانيات بلا وثائق ، نحن بحاجة الى تنظيف العفن الذي يكاد يغرق الوطن فيه ، ونحتاج الى كنس تيارات الفساد التي ما تزال تتبختر في أروقة الوطن وتنتقل من منصب الى آخر ، ونحتاج الى حكومة إنقاذ وطني قوية قادرة فاعلة ، يشارك فيها ذوو الخبرة ممن ليس لهم ملفات في أذهان الناس ولا أيد في جيوبهم ، وممن لم يسرقوا أو يشاركوا في السرقة ، حكومة تمثل كل ألوان الطيف السياسي تهتم بإصلاح الوضع على نحو وطني علمي منهجي وواضح و فقهاء الدستور قادرون على أن يجدوا مخرجا قانونيا أو دستوريا لذلك وهم الذين وجدوا فتاوى لكل شيء ، ولن يعجز الدولة أن تجد مخرجا من المأزق الذي أوقعنا به مراهقو السياسة الذي يشيرون بالخراب والدمار على أهل العقد والحل ، كما نطالب بالعودة عن قرار الحكومة برفع الأسعار و قبل أن نصل إلى مرحلة الندم على ما فات .
إننا نقوم بإعادة تقييم مواقفنا كلها في حزب الجبهة الأردنية الموحدة على ضوء ما نرى ونسمع ، ولن نكون شركاء لا بالسر ولا بالعلن مع أحد يقف ضد الوطن وضد الشعب وضد لقمة العيش و نحن مستعدون لوضع أيدينا بأيدي كل المخلصين من أبناء شعبنا للخروج بوطننا سليما معافى قبل أن نخرب بيوتنا بأيدينا ، أما أبناء شعبنا الذين انتفضوا ضد قرار الحكومة السيئ الذكر فنحن معكم ولكن رفقا بالوطن ، فلنعارض ونرفع الصوت دون أن نخرب أو نحرق أو نكسر حتى لا يجد الفاسدون علينا مأخذا .
حمى الله الأردن من الفساد والفاسدين، ومن المنافقين والكذابين وجعله بيتا أمنا لأبنائه أجمعين.
حزب الجبهة الأردنية الموحدة