مسيرة للحراكات الجمعة لرفض رفع الأسعار والاحتجاجات تعم المحافظات

دعت مجموعة من الحراكات الشبابية والشعبية والعشائرية إلى المشاركة في مسيرة جماهيرية يوم بعد غد الجمعة، للتحذير من رفع الأسعار، مجددة عزمها على الاستمرار بمطالبها في الإصلاحات السياسية والاقتصادية.
وتنطلق المسيرة، بحسب بيان صدر عن تلك الحراكات أمس حصلت عليه "الغد"، من أمام الجامع الحسيني في وسط البلد عقب صلاة الجمعة، تحت عنوان "رفع الأسعار لعب بالنار".
وقال البيان، إن الحراكات تدارست الواقع السياسي والسيناريوهات المتوقعة، إلى جانب خيارات التعامل معها.
وأكدت استمرار مطالبها بالإصلاحات التي دعت إليها سابقا، فيما لفتت الى أن جملة من الفعاليات سيجري تنظيمها فور الإعلان عن رفع الأسعار، وتحديد أماكن التجمع الشعبي لذلك.
ورأى البيان أن استمرار الحراك، يأتي بعد مرور ما يقارب العامين من المطالبات الشعبية المنادية بالإصلاح، فيما يستمر "النهج الأمني في حماية الفاسدين ورعايتهم"، إضافة إلى الإصرار على إجراء الانتخابات في ظل القانون الانتخابي القائم على "الصوت الواحد".

وشهدت محافظة الكرك مساء امس مسيرات غضب شعبية، شارك فيها آلاف المواطنين للتعبير عن رفضهم على القرار الحكومي، القاضي برفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية.
وفي تطور لاحق، قام شبان في المدينة، بقذف مبنى المحافظة بالحجارة والإطارات المشتعلة
وتجمع آلاف المواطنين في ضاحية المرج شرقي مدينة الكرك ومدينة المزار الجنوبي، بعد دقائق من اعلان رئيس الحكومة رفع الدعم عن المحروقات.
وتجمع الشبان الغاضبون والمواطنون في ضاحية المرج بالكرك، واغلقوا الطريق العام لعدة ساعات احتجاجا على القرار، ثم أعيد فتحها امام حركة المركبات والمشاة.
وعبر المشاركون في المسيرة التي انطلقت من وسط الضاحية الى نهاية الشارع الرئيسي فيها عن غضبهم على القرار، مطالبين الحكومة بالعودة عنه، لأنه يشكل خطورة على مستوى معيشة المواطنين الاردنيين.
واشار المشاركون في المسيرة الى ان على الحكومة البحث عن وسائل دعم اخرى، غير جيوب لمواطنين لدعم خزينة الدولة التي تم نهبها من قبل الفاسدين.
وشدد المشاركون على ان على الحكومة الاستعداد لكل الاحتمالات بخصوص ردة الفعل الشعبية على القرار، الذي سيعمل على إفقار ملايين المواطنين. وفي مدينة المزار الجنوبي، تجمع مئات المواطنين في ردة فعل شعبية على قرار رفع الدعم الحكومي.
واكد المتحدثون في المسيرة التي جابت وسط المدينة من ساحة الشهداء، على ان القرار الحكومي، يعبر عن فشل الحكومات المتعاقبة في إدارة الازمات الاقتصادية التي خلقها النمط الاقتصادي الذي ادى بالوطن الى الغرق بالديون.
وطالب المشاركون في المسيرة الجهات الرسمية بالعمل على تلافي الخطر المحدق بحياة المواطنين، نتيجة قرار الحكومي الحالية، والذي سيرتب اعباء مالية كبيرة على الفقراء وغالبية المواطنين، ممن يعتاشون على الراتب الشهري من الدولة
وهاجم مئات المواطنين المحتجين دار المحافظة ورموها بالحجارة والإطارات المشتعلة، ما ادى الى قيام قوات الدرك التي كانت موجودة قرب المبنى، بإطلاق الغاز مسيل للدموع، لمنع الاعتداء على المبنى.
وطاردت قوات الامن مواطنين قريبا من مبنى المحافظة، وادى انتشار الغاز المسيل للدموع لإثارة الهلع والخوف بين سكان قاطنين قرب المبنى.
وفي مدينة المزار الجنوبي، اغلق مئات الشبان طرقا عامة واقتحموا مبنى المؤسسة المدنية الاستهلاكية، وتدمير الواجهات الامامية لبلدية مؤتة والمزار الجنوبي وحرقها، ما ادى الى تدخل الدرك والشرطة لمنعهم من إحراق المباني الحكومية في المنطقة.

كما وقعت في ساعة متأخرة من ليلة أمس، أعمال شغب واحتجاجات في مدينة السلط، عقب قرار الحكومة رفع الدعم عن المحروقات، حيث تجمع شباب في منطقة وادي الأكراد، وأشعلوا عدة إطارات، وحاولوا إغلاق الطريق الرئيسي. كما تجمع شباب آخرون على مدخل المدينة قرب بلدية السلط الكبرى، وألقوا كلمات طالبت الحكومة بالتراجع عن قراراتها. من جهة أخرى، شهدت محطات المحروقات في المحافظة ازدحاما شديدا وطوابير طويلة، أربكت حركة المرور طوال ليلة أمس، حيث تهافت المواطنون عليها لشراء اكبر كمية ممكنة من المشتقات النفطية، قبل دخول قرار الرفع حيز التنفيذ منتصف ليلة أمس.
كما قامت مستودعات الغاز بإغلاق أبوابها أمام المواطنين، بحجة عدم توافر اسطوانات غاز مرجعين السبب لامتناع المصفاة عن تزويدهم.

وحول المئات من أبناء حي الطفايلة ونشطاء الحراك الشعبي، الذين نفذوا أمس مسيرة ليلية للمطالبة بالتمسك بحق العودة للاجئين، إلى مسيرة للتنديد بقرار الحكومة رفع أسعار المحروقات، الذي أعلن عنه مساء أمس
وكانت المسيرة انطلقت بعد صلاة العشاء من أمام مسجد البقاعي في جبل الجوفة إلى مكتب بريد التاج، وذلك تحت شعار "حق العودة مقدس"، حيث عبر المشاركون عن رفضهم التنازل عن حق العودة، مؤكدين أنه "حق غير قابل للتفاوض أو المساس حتى بالتصريحات".
ولم تكد تنطلق المسيرة حتى طغى الشأن المحلي على شعارات المسيرة، وتحديدا ارتفاع الأسعار، وعلى مزاج المشاركين وهتافاتهم، بعد إعلان الحكومة قرار الرفع.
وعبر المشاركون عن رفضهم للقرار الحكومي، مطالبين إياها بمحاسبة الفاسدين و"استعادة الأموال المنهوبة قبل التفكير بجيب المواطن".

كما قطع محتجون من سكان منطقة الجبل الأبيض في الزرقاء ليل أمس طريقا حيويا بحاويات القمامة والإطارات المشتعلة، احتجاجا على قرار رفع أسعار المحروقات.
وشارك المئات من سكان الحي بإشعال الإطارات وإلقاء الحجارة في منتصف الطريق، عقب ساعات من قرار مجلس الوزراء برفع الدعم عن المحروقاتمطالبين بالعودة عن القرار، وسط تواجد امني قليل وبعيد عن مناطق الاحتجاجواشار المحتجون الى انهم يواجهون شحا في الدخل، وان الجزء الاكبر من رواتبهم تذهب لشراء المحروقات، وأن قرار الحكومة جاء على "حساب الشعب فقط".
وسبق الحركة الاحتجاجية في الجبل الابيض احتجاجات فردية، عبر القيام بإحراق الإطارات في بعض الشوارع والطرقات، كما تجمع مئات المحتجين في مدخل الزرقاء الجنوبي (دوار المعسكر) وسط تواجد امني كثيف. وجاء ذلك في الوقت الذي شهدت فيه مدينة الزرقاء ازدحامات مرورية خانقة نتيجة قيام آلاف من مواطنيها بالتزود بالمحروقات، حيث اصطف مواطنون في طوابير امتدت مئات الأمتار للحصول على المشتقات النفطية، كما لم تسجل حالات امتناع عن بيع تلك المشتقات باستثناء بعض الحالات الفردية وفقا لعاملين في القطاع.

ولم يكد يصدر قرار الحكومة مساء امس برفع الدعم عن المحروقات، حتى خرج الآلاف من مواطني معان، وفاعليات شعبية وشبابية، في مسيرة احتجاجية صاخبة، جابت شوارع المحافظة.
ولجأ المحتجون وسط هتافات غاضبة الى إغلاق الشارع الدولي الرئيسي القادم من العاصمة عمان الى مدينة معان، وحرق الاطارات، ورصفه بالحجارة، وتعالت الهتافات المنددة بالحكومة والمطالبة برحيلها.
وتجمع المحتجون في معان فور صدور قرار الحكومة، ودعوا الى اضراب عام مدني، وتعطيل المدارس وإغلاق المحال التجارية، فيما خرقت المسيرة سقف الشعارات المعتادة. وسادت اجواء معان مساء امس حالة من التوتر اثر القرارات الحكومية، واكدت فاعليات شعبية فيها أنها ستواصل احتجاجاتها وفعالياتها حتى التراجع الحكومي عن قرارها، الذي قالوا "انه يفقر الشعب ويزيد معاناة مختلف شرائحه".