عم الغضب المنتظر

بقلم : أحمد نضال عوّاد.


بالفعل حدث ما انتظرناه ، وبات حقيقة ملموسة نشاهدها بأعيننا ، فقد نزل الغيث رحمة من ربّ السّماء ، وارتفعت الأسعار غضب على الشّعب الكريم المعطاء ، الذي سيكون باعتقادي في حال سيّء ترثي العدوّ قبل الصّديق ، ولا تريح إلّا المتجبّر المختال .


الشّعب هنا ليس من اختلس ونهب ، وسكن القصور العالية ، وقاد السّيارات الفارهة ، بل من تأثّر من هذه الرّفعة البالية ، والتي لا أدري ما عواقبها وآثارها ، وما الناتج سيكون عنها.


يزعجني أنّ ذات الشّخص الذّي قرّر هذا القرار ، كان ذات يوم يدعو حكومة من سبقه إلى الرّحيل عندما عبثت في الأسعار ، فليس عقلي يحتمل هذا التناقض بما كان ، وما هو في هذه الأوقات موجود وموضوع ، فليس التوقيت بالمناسب ، وليس القرار بالصّائب ، وهو مدعاة باعتقادي للفتن والمصائب ، فمن سيردّ عليه ولا يوجد في مجلس النّواب الآن نائب ! .


لست سعيدا وأنا أكتب بهذه الكلمات ، ولكنّي أشاهد ردود الفعل والإنحدارات في الفكر والآراء ، فعندما يخرج الشّعب إلى الشّارع ليس أمرا باليسير ، بل بحاجة إلى لحظة للتحليل ، وبرهة لنستطيع السّيطرة ، فلا نريد التّدهور والإنحراف ، بل نريد الوقار والإتزان ، وبذات الوقت لا نريد الذلّ والهوان ونبحث عن الرّاحة والأمان ، وأيضا لا نريد العطش والجوع ونبحث عن الرّغد والهناء ، فليس الإقناع بما هو مكتوب ، ولكنّ الإقناع بما يسري في العقول ، وبما يجري مع الدّماء فيبقينا على الأقلّ أحياء .


الأمر بحاجة إلى تدخّل لتجنب تفاقمه ، فليس إشعال الفتنة مرغوب ، وليس التجويع بالمطلوب ، وإنّ الشّعب ليس خبيرا في الإقتصاد ، فلم يدرسه في المعاهد والجامعات ، فحتى وإن كانت الفكرة إقتصاديا من أرقى الإحتمالات ، فهي عند فلان وعلّان من أصعب التحولّات ، وأعسر التّغيرات .


هل يسير الأمر بما حدث ، أم أن التّراجع هو الهدف ، ولا أريد أن أقول أنني أخشى كغيري من تفاقم الأمور ، ولكنّي سأدعو الجميع إلى التّريث و التفكير ، وقبل دعوتهم سأوجّه النّداء من هنا لقائد البلاد بالتّدخل والتّعديل لإنقاذ الوطن والبلاد ، فإن لم يكن الشّعب في نيّته التخريب ، ففي كلّ مكان وزمان يوجد الحاقدين والمعتدين ، وسيعملون على استغلال الظّروف والتّجمعات ، وبالتّالي احتمال حدوث القتن والتّصادمات ، فليس سياسة التّرهيب بالشيء الشّجاع ، وليست سياسة التجويع إلّا بسياسة عمياء ، و الأمر عند الكثيرين زاد ، وأصبح حملا لا يطاق .