مناورات عسكرية إسرائيلية غير مسبوقة تهجر بدو الأغوار الفلسطينية

تحولت بلدات تياسير وعاطوف في الأغوار الشمالية الفلسطينية إلى أماكن لجأ إليها مئات المواطنين بعد تهجيرهم من تجمعاتهم البدوية؛ بسبب المناورات العسكرية الواسعة التي تنفذها قوات الاحتلال في المنطقة، والتي بدأت صبيحة الأحد 11-11.
ويقول المواطن الفلسطيني باسل مخامرة من وادي المالح: "حملنا معنا كل شيء، ورحلنا نحن وأغنامنا إلى بلدة تياسير إلى حين نهاية المناورات العسكرية، لقد خبرنا كثيرا من التدريبات والمناورات العسكرية في السابق، ولكنها هذه المرة تختلف وغير مسبوقة في كثافتها".
وأشار إلى أن جميع سكان الرأس الأحمر ويرزا وحمامات المالح والبرج والميتة وحمصة وبزيق أنذروا بالرحيل؛ بسبب المناورات العسكرية، حيث لجأ غالبيتنا إلى تياسير وعاطوف وطمون وطوباس.
وأضاف أن "جميع سكان هذه المناطق يعملون في رعي الأغنام، حيث اصطحبنا معنا المواشي وكل حاجياتنا، ويبدو أن مسلسل التهجير يلاحقنا منذ عام 1948".
تحت القذائف والرصاص
وبحسب مواطنين، فإن أعدادًا قليلة من سكان المضارب البدوية قرروا البقاء في مناطقهم رغم المخاطر الكبيرة التي تتهدد حياتهم ومواشيهم؛ جراء الذخيرة الحية التي تستخدم في المناورات.
ويقول محمد دراغمة من سكان وادي حلوة في وادي المالح الذي قرر البقاء في المنطقة، ولم يلتزم بإنذار الترحيل أنه شاهد تدريبات ومناورات لم ير مثلها منذ عام 1967.
وأضاف: "نحن نعيش بين معسكرات الاحتلال، حيث يقومون بالتدريبات في كل الأوقات، ولكن كثافة المناورات هذه المرة تختلف عن المرات السابقة".
وأردف: "منذ انطلاق المناورات الأحد وطوال النهار والليل والقذائف تتطاير فوق رؤوسنا بشكل غير مسبوق، وأصوات الانفجارات تملأ المكان والجنود ينتشرون في كل مكان وعددهم بالآلاف".
منازلنا تحولت إلى مراكز تدريب
وأشار إلى أن جنود الاحتلال لم يكن هدفهم حمايتنا حين أخطرونا بالرحيل بسبب المناورات، حيث إنهم يستخدمون منازلنا للتدريب.
وقال: "انتشر الجنود داخل المنازل وفي الشوارع، وشرعوا بتدريبات ومناورات على حرب المدن، وكان واضحا أنهم يريدون منازلنا خاوية من السكان حتى يستخدموها للتدريب؛ فهم متواجدون بداخلها وكأنه لا يوجد لها أصحاب".
ويقول رئيس مجلس قروي المالح عارف ضراغمة لوكالة صفا إن "سلطات الاحتلال أخبرت المواطنين حين سلمتهم الإخطارات بالترحيل، أن كل من يبقى في المنطقة سيتم هدم منزله ومصادرة مواشيه".
ولفت إلى أن سكان المضارب البدوية نقلوا خلال اليومين الماضيين نحو 30 ألف رأس ماشية إلى مناطق عاطوف وتياسير؛ خوفا من أن تهلك بسبب المناورات.
وأشار إلى أن تجارب المرات السابقة كانت تبين أن المواطنين حين يعودون يجدون وقائع جديدة في المنطقة على صعيد الاستيطان ومصادرة الأراضي، وهو ما يتخوف منه المواطنين.
موعد العودة غير واضح
بدوره أشار الناشط في مقاومة الاستيطان في الأغوار محمد دراغمة لمراسل وكالة "صفا" إلى أن خطورة الاخطارات الأخيرة لا تقتصر على أنها تخص المناورة العسكرية الواسعة، بل إن صيغة الإنذارات المكتوبة تطالب بالرحيل الكامل عن المنطقة لغالبية السكان.
وأضاف: "هذا يعني أن المقصود هو استخدام المناورة العسكرية الواسعة من أجل الترحيل القصري الدائم عن المنطقة؛ تنفيذا لمخططات التهويد التي يطمح إليها الاحتلال".
وأردف أن "سكان هذه المناطق هو من البدو الذين يعملون في رعي الأغنام، وأن الاحتلال يخطط لتهجيرهم، ويمنع عنهم استخدام كل شيء حتى يرحلوا، وهذا يعني أن سلطات الاحتلال قد لا تسمح لهم بالعودة مجددا إلى المنطقة".
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال أخبرت سكان وادي المالح بأنه يمكنهم العودة بعد انتهاء المناورات، ولكنها لم تخبر سكان باقي التجمعات بموعد العودة إلى قراهم، وهذا يثير التخوفات.