موظف مهدد بالعمى بسبب عمله في مدرسة حكومية
يعيش المواطن صالح محمد البيرة البالغ من العمر (30) عاماً، الذي أبصر النور مجدداً بعد عملية زراعة قرنية، مخاوف من انتكاسة تعيده إلى العمى بسبب طبيعة عمله في إحدى مدارس وزارة التربية والتعليم.
البيرة الذي يعمل حارسا ومراسلا في مدرسة أم القصير بالمقابلين، يعاني من تأثيرات سوائل التنظيف على عينيه خصوصا "الهايبكس والفلاش وغيرها".
تتلخص قصته المأساوية، كما رواها لـ "السلبيل" والدموع تنهمر من عينيه بأنه كان يعاني من فقدان البصر، بعد أن أصيب في طفولته بتدني حدة الإبصار في كلتا عينيه.
وأجرى في العام 2000 عملية زراعة قرنية مخروطية في عينه اليسرى، تكللت بالنجاح واسترجع نظره بشكل جزئي، إلا أنها باتت تعاني مؤخراً من الجفاف والضعف، نتيجة الاعتماد عليها بشكل أساسي في عمله.
ويضيف بأسى: "لا أبصر بعيني اليمنى مطلقاً، كونها بحاجة إلى زراعة عدسة مخروطية، ولا يمكن أن يتحسن نظري بوضع نظارات، بحسب التقارير الطبية".
وحصلت"السبيل" على نسخة من التقارير التي تبين أن نسبة العجز لديه بلغت 90 %.
ويواصل البيرة سرد قصته: تدخل المجلس الأعلى للمعوقين لإيجاد عمل لي في وزارة التربية والتعليم براتب 200 دينار، وهو عمل جيد، والمدير يتعاون معي، إذ أعمل حارسا وآذنا ومراسلا، لكنهم يطلبون مني أن أقوم بالصيانة والتنظيف.
علماً بأن الأطباء حذروني حتى من الغبار، فما بالكم بأدوات التنظيف مثل الفلاش والهايبكس والديتول والمواد الكيماوية، ورغم مراجعة مدير التربية للوزارة لأجل إحضار موظف آخر يساعدني، لكي أعمل كإداري فقط، إلا أن محاولاته فشلت كلها".
يشير البيرة بيده إلى صعوبة الحياة: "هي والحق يقال صعبة جداً، خاصة بعد اقتطاع أجرة البيت الشهرية البالغة 130 ديناراً، إضافة إلى ثمن الأدوية التي أحتاجها أنا وابني، فضلاً عن مستلزمات الحياة اليومية".
ويستطرد في روايته لمعاناته منذ الطفولة مع ابنه الوحيد "محمد"، البالغ من العمر عامين وثمانية أشهر، بعدما أصيب بشلل في العصب الوجهي، ما أثر على سلامة نطقه، وهو الآن لا يتحدث كأقرانه وأبناء جيله، والألم يعتصر قلبه حزناً على حاله، ولأنه عاجز عن تأمين تكاليف العلاج الطبيعي لابنه، الذي منحه نعمة الأبوة بعد خمسة أعوام من الانتظار.
وفي النهاية يحلم أبو محمد بوظيفة إدارية تراعي وضعة الصحي، وتديم نعمة البصر عليه، وتؤمن له مساعدة ابنه بتأمين العلاج له، لتعود الضحكة تنير وجهه، ويأمل من أهل الخير أن يساعدوه ليتخلص من عنائه، ولا يملك سوى الدعاء إلى الله عز وجل، ليفرج همّ عائلته وكربها.