حرمت عليكم اللحمة

أحمد محمود سعيد

عن رسول اللّه (صلى الله عليه وسلّم) قال: «اللّحم سيّد الطّعام في الدّنيا والآخرة» فمهلا ايها الاردنيون فان موعدكم مع اللحم في الاخرة بعد ان اتجهت النية لتحرير الاسعار ورفع الدعم وخلو المعدة من اللحوم لما لذلك من اضرار على صحّة الموازنة ويتسبّب في زيادة وزن المديونيّة واصابة البلد بتلبّك مالي يؤدّي لأمراض خطيرة لا سمح الله وحيث ان درهم وقاية خير من قنطار علاج فقد قرّرت الحكومة الرشيدة توعية المواطنين الى عدم تناول اللحوم الحمراء والبيضاء والخضراء ومن مختلف الالوان والمائية والجويّة وتوصي فقط باكل اللحوم المجنزرة والمعاد استخدامها من على موائد الاغنياء ومنهم الوزراء ومنع تعويد الابناء على اكل تلك اللحوم او استراق النظر للذبايح خلف بترينات عرضها لدى الجزّارين تحت طائلة العقاب والمسائلة حسب قانون من اين لك هذا !!!!!

واللحمة حالة من حالات كثيرة لاحقة من اللبن المخيض وغير المخيض والخبز بالهسهس والخبز بالحديد حنى يصل لكعك القبور يوم العيد وحسب الحسبة الانشطاينيّة ستأخذ العائلة ام ست رؤوس حوالي الف دينار سنويا اي شهريا حوالي تسعون دينارا هذا إذا صدق الراوي اي بمعدل للصغير والمقمّط بالسرير خمسة عشر دينارا فهل هذا يكفي الغلاء المتوقّع وغير المُسيطر عليه حتّى لو عاد ربُّ الاسرة لتدخين عودان الملوخية وتعودت العائلة على اعادة استعمال محارم الفاين وحتى لو قبلت العائلة ان تتحمّم معا مرة بالاسبوع بل وحتّى لو اختصر الاطفال العيدين بعيد واحد اوسط بين الكبير والصغير بعد استغفار رب العالمين وحتّى لو اعتاد الشعب الاردني على الصيام التقشّفي ثلاثة اشهر بدل شهر واحد اثنان منها تُهدى في حسنات المرشد لتلك الحياة للشعب المرهق .

ان زيادة الاسعار المُزمع إقرارها بين ليلة وضحاها سيكون لها صداها وسيحتفل الاردنيون بعودة الهيبة للحكومة قبل العرس الانتخابي في مستهل العام القادم ان شاء الله .

انّ التاريخ سيسجّل بين صفحاته ان الاردنيّون صبروا ورابطوا في وطنهم الاحب لقلوبهم والذي طالما حلموا به عزيزا قويّا لما وهبهم الله من ارادة وصبر على الاعداء وما جعل ارضهم ارض الرباط في كنف المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وما حباهم الله من قيادة هاشميّة يعود نسبها للجد الاعظم رسول الله عليه الصلاة والسلام وتعمل من اجلهم ومن اجل عيشهم الكريم وبناء مستقبل ابنائهم وسيسجل التاريخ انه في لحظة صعبة في الثمانينات وقف المغفور له الملك الحسين رحمه الله لجانب شعبه في لحظة صعبة كلحظتنا هذه التي يستغيث الشعب فيها بجلالة الملك عبد الله الثاني اطال الله عمره لينقذهم مما هو آت بالرغم من الصعوبات التي يتعرّض لها الاردن من الدول المانحة والمُقرضة والبنك الدولي وصندوق النقد هذا إقتصاديا وماليا ناهيك عن التحديات السياسية والاجتماعية اقليميا ودوليا بالرغم من كل ذلك فإنّ المواطن هو الاحق بالرعاية والعيش الكريم لا ان تجيّر جميع مظاهر البلاء التي سبّبها الفاسدون صنّاع القرارات الخاطئة التي سبّبت كل ما نحن فيه والتي ستحرّم علينا اللحمة إلاّ من الحول للحول عندما يجود علينا الحجيد بلحوم الاضاحي بيتما من ثقلت جيوبهم وانتفخت بطونهم برواتب خيالية في عملهم وتقاعده يستطيعون اكل الكافيار الوارد من ايران وروسيا وغيره ويتنزّهون بالطائرات على حساب الخزينة او الجهات الدوليّة حيث تُحسب على الخزينة كمساعدات او منح يدفع الاردنيون مقابلها مواقف سياسية او تفهّما لمواقف دولية معينةبينما بعض افراد الشعب يفكّر بيع ركوبته ليصرف بها على بيته ليدعم الحكومة فيما يستطيع لسداد ديونها عن الفاسدين .

مديونيّة الاردن زادت عن ستّة عشر مليار دينارسيدفعها اطفال الاردن من الحليب الذي يرضعونه من صدور امهاتهم املا والما دموعا تفيض بها اعينهن خوفا على مستقبل اطفالهن .

بتنا لا نتحدّث عن معارضة وولاء بل اصبحنا نتحدّث عن قدرة على الصمود والبقاء ام على لحظات نود لو لا تأتي حتّى لو رجعنا كثيرا للوراء.

( رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )صدق الله العظيم