صندوق التائبين فرع الاردن

العميد المتقاعد بسام روبين


سنة الحياة ان يكون هنالك خطائون , وخير الخطائون التوابون , فكرة سعودية لفتت انتباهي وأعتقد انها نموذج هام جداً يستحق دراسة وعناية من قبل الحكومة تمهيداً للتطبيق , فقد تم فتح حساب للتائبين أطلق عليه اسم "حساب الضمير" وقد تم ايداع ما قيمته 219 مليوناً من قبل الاشخاص الذين استيقظ ضميرهم دون الحاجة الى تقديم نفسه عند عملية الايداع وانني أرى أن تأسيس صندوق أو فتح حساب للتائبين والاعلان عنه لدينا من شأنه ان يكون رافدا ومعززا للاقتصاد واحدى طرق معالجة الازمة التي نعيشها الآن سيما وأن هنالك العديد ممن كانوا فاسدين ومع تقدم السن بدأوا يعانون من محاسبة ضمائرهم لهم اما بسبب صحوتهم أو خوفهم من القادم و من زحف الربيع العربي لذلك بدأ العديد منهم التقرب من الله واجراء مصالحة مع الذات واقامة الصلوات والشعائر وزيارة المقدسات لذلك أرى أنه من واجب الحكومة أن تقوم بمساعدة هؤلاء التائبين وذلك بفتح حساب لهم يتم من خلاله ايداع المبالغ التي يرى فيها الشخص تكفيرا عن ما قام به جراء اعتدائه على الاموال العامة واموال الاخرين, وليس بالضرورة ان يكون التائبين من اصحاب الاموال الكبيرة , فقد يكون هنالك اشخاص اعتدوا على المال العام بمبالغ بسيطة لا تتجاوز المئة دينار , وأياً كانت تلك المبالغ فإن انشاء مثل هذا الصندوق لن يعود الا بالخير سواء على الشعب أو على الحكومة أو على مستيقظ الضمير , وعليه فانني ارجو من دولة رئيس الوزراء ان يوعز للمعنيين بدراسة هذا الموضوع لانشاء هذا الصندوق والدعاية له ,لعلنا بذلك نكون قد حققنا نجاحاً ولو بسيطاً على طريق تعزيز الاقتصاد الوطني ومعالجة جزء من الازمة المالية التي نعيش و فتح مجال التوبة لمن يريد, بدلاً من المقامرة بمستقبل الاردن والاردنيون من خلال رفع الدعم عن المشتقات النفطية ,سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويلهم دولة الرئيس التراجع عما يجول في خاطره لأن في ذلك ضرر على الشعب والوطن , لن نكون قادرين على التنبئ بنتائجه الا بعد فوات الاوان , انه نعم المولى ونعم النصير .