حتى لا نلطم على طريقة الشيعة يوم عاشوراء

كتب: محمد رشد الرواحنه

الوضع العام أشبه بحالة التردد، تردد يوحي بالإرتباك، فالمشهد متفكك نتيجة العثرات الكبرى التي أوقعنا بها بعض ممن تقلدوا مواقع المسؤولية. حيث إستند اختيار شاغلي المناصب طوال عقود بناءً على ولاءٍ وهمي أو نسب أو حسب، دون النَّظر إلى أهليتهم، فتداخلت السُّلطة مع الثَّروة، وتزاوج المنصب مع المال.. وكم تمنينا الإطمئنان إلى توافر الأمانة، والقوة، والحكمة، والعلم فيمَنْ يُسَّمَّى للمناصب العليا، حتى لا يستيقظ النَّاس على مأسأة هنا، ومصيبة هناك، مِن جرَّاء فساد المسؤول، أو خور الرَّقيب، ومن الطُّمأنينة المبتغاة.. لكن لا حياة لمن نادينا، فوصلنا إلى النهاية المأساوية وبالشكل الذي أفرز لنا واقعاً يزخر بالبؤس وبصورة كاريكاتيرية تدعو للضحك أكثر مِن البكاء ثم الحسرة، ونخشى أن ياتي يوماً نلطم فيه ونندب على طريقة الشيعة يوم عاشوراء.

يوميات الأردنيين لا توحي بغير التردي السياسي والإقتصادي وفوقهما الاجتماعي من حيث المستوى المعيشي والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي والتقاعد والبطالة والسكن، أضف إلى ذلك الغاز والماء والكهرباء، وأسعار البطاطا والبندوره والبصل.. وإذا كانت "الدولة" بحكومتها وبكافة أجهزتها لا ترى في رهانات المرحلة المحفوفة بخطر المحيط الإقليمي أمراً يستحق تأجيل أي قرار عبثي، فإننا في المقابل نقول لأصحاب القرار، إن ما تفعلونه اليوم، لا يُشرّف أحداً، وفي يومٍ ما، ثمة مَن سيحملكم المسؤولية كاملة عن تبديد مستقبل بلد بأكمله.

على أي حال.. نتمنّى أنْ يأتي اليوم الذي تُذاع وتُنشر فيه موازنات بلدنا كاملة واضحة، حتى لا يتسلل الشَّك إلى نفس أحد بإخفاء الحقيقة، أو وجود موازنات خاصَّة، لتصُّب الموارد بلا استثناء في "المركزي" مباشرةً دون أنْ تمرَّ على الجباة الذي يَقطعون ويقتطعون ولا يبقون إلاَّ الفتات وغباره، ويا حبذا لو يتنازل الجباة ويقتصروا إقتطاعاتهم على الفتات ويبقون الأصل.