عرائس اردنيات يتخلين عن الذهب ويخترن شبكتهن من الفضة

" قررت اختيار شبكتي من الفضة ، بعد ادراكي بان الشبكة من الذهب ستكلف خطيبي الذي يعمل موظفا ومصدر دخله الاساس هو راتبه , اكثر من ألف دينار " 

 

وتشير حنان التي تعد لحفل زفافها الذي سيقتصر فقط على الاقارب الى انها اكتفت بدبلتين من الذهب لها ولخطيبها قائلة ان " تصميمات قطع الفضة جميلة وهي في معظمها توحي للناظر وكأنها تصميمات من الذهب الابيض , وقد شملت شبكتي قلادة واسوارة وخاتما وقرطين ".

احد بائعي الفضة في عمان محمد الخطيب يؤكد انه مع الارتفاع الكبير لاسعار الذهب في السنوات الاخيرة توجه معظم الناس الى شراء الفضة لافتا الى ان العديد من العرسان يلجأون الى شراء شبكة من الفضة بدلا من الذهب .

وينوه الى ان انخفاض سعر الفضة مقارنة بسعر الذهب ليس السبب الوحيد في كثير من الاحيان وراء لجوء العديدين لاختيار شبكة من الفضة , بل تصميمات الفضة التي توحي للمدعوين وكأنها ذهب ابيض .

ويبين الخطيب "ان تصميمات قطع الفضة المعروضة في السوق جميلة جدا ، وان احجارا صغيرة مشغولة ببعض القطع بحرفية ودقة توحي بأنها احجارا من الالماس ".

ويوضح ان انواع الفضة الموجودة في السوق المحلية تشمل الفضة التايلندية والايطالية والمصرية لافتا الى ان الفضة التايلندية هي الاكثر مبيعا لتصميماتها الجميلة .

ويشير الى ان الاقبال الكبير على شراء الفضة في السنوات الاخيرة لم يقتصر على شبكة العروس فقط بل شمل الهدايا في المناسبات التقليدية مثل اعياد الميلاد والمباركة بمولود جديد .

نقيب اصحاب محلات الحلي والمجوهرات اسامة كرم مسيح يؤكد ان ركوداً اصاب سوق الذهب نتيجة ارتفاع سعره منذ شهر تشرين الاول من العام 2008 وان كميات الذهب المباعة كانت تقل كلما ارتفع سعره .

ويقول ان استخدام الفضة زاد الى حد ما بسبب ارتفاع اسعار الذهب مشيرا الى ان البعض ما زال يفضل شراء الذهب ولو بكميات اقل لانه يحتفظ بقيمته في حال بيعه وهو الشيء غير المتوفر في اي معدن اخر .

وينوه مسيح الى ان سعر الذهب خلال الشهر الماضي كان يتأرجح بين 1700 الى 1790 دولارا للاونصة الواحدة وان الذهب المتوفر في السوق المحلية ينقسم بشكل رئيس الى ثلاثة انواع هي : المحلي والايطالي والتركي .

الباحث الاسلامي الدكتور حمدي مراد يقول ان الله سبحانه وتعالى شرع للانسان التسهيل في كل مناحي حياته وان تكون العلاقات الاجتماعية بين الناس سهلة ليس فيها تكلف ولا تكليف مشيراً الى قوله سبحانه وتعالى " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ".

ويبين ان من اهم القضايا الاجتماعية موضوع الزواج منوها الى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " اقلكن مهراً اكثركن بركة " وأوصى النساء بان يكن حريصات على مال بيوتهن وازواجهن لأنه مالهن ومال اولادهن وان لا يسرفن في ذلك .

ويقول اننا في هذا العصر نعيش للاسف بعض العادات والتقاليد التي يتباهى فيها الناس في غلاء المهور وشراء الذهب لافتاً الى ان الاسراف اصبح ظاهرة في قضايا الزواج وما يتبعه من حفلات قد تتكرر في الزواج الواحد كحفلة الخطبة , وكتب الكتاب , والعرس , والمباركة بعد الزواج .

ويشدد على ان ما نشاهده اليوم من اسراف سابق الذكر لا يرضاه العقلاء , فكيف سيرضاه الله سبحانه وتعالى الذي لا يقبل للانسان ان يعيش حياة مادية خالية من الاخلاقيات الاجتماعية والمالية , وانه يجب علينا ان نفهم شريعتنا بشكل اوضح منوها الى ان الرسول صلى الله عليه وسلم قدم مهوراً لزوجاته من الفضة .

ويشير مراد الاستاذ في جامعة العلوم الاسلامية العالمية الى انه "لو قدم حالياً اهل العريس على سبيل المثال شبكة من الفضة لاهل العروس فسوف نجد موقف العادات والتقاليد يصد عن ذلك ويُرى فيها مهانة وعدم تقدير واحترام لاهل العروس او الخطيبة" .

واستهجن كيف يفهمون ذلك ولا يقبلونه , والرسول صلى الله عليه وسلم وهو خير الناس واكرمهم رضي ان لا يكون هناك اسراف في بيته وفي خطبته وقدم من الفضة ولم يقدم من الذهب .

ويتساءل هل الذهب هو ما يسعد الناس , ام الاخلاق وحسن العلاقة والمحبة بين الخطيبين .

ويبين ان الرسول الكريم لما خطب لرجل فقير، قال : ما عندك ؟ قال الرجل: استطيع ان اصرف عليها لكن لا املك من المال ، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : التمس لها ولو خاتما من حديد.