هموم المواطن.. بين طلب الفزعة وفنجان قهوة عند الرئيس
وضع رئيس الوزراء عبدالله النسور فنجان القهوة أمام "المعزبين" الذين استضافوه أمس الأول في مزرعة رئيس غرفة صناعة الأردن أيمن حتاحت في منطقة زي، طالبا منهم أن يلبوا طلبه قبل أن يشرب قهوته.
وأعرب الرئيس أمام "المعزبين" عن أمله في أن يلبي أعضاء الغرف الصناعية والتجارية طلبه ويؤازروه على مختلف الصعد في إقرار مشروع رفع الدعم عن المحروقات وإعادة توجيهه نقدا للمستحقين.
الرئيس قال للمعزبين بالعامية "بدنا فزعتكو"، الأمر الذي أثار استغراب العديد من الشخصيات التي حضرت الاجتماع، وفق ما أكده أحد الحضور لـ"السبيل"، الذي طلب عدم نشر اسمه، وزاد أن مشروعا بهذا الحجم وهذا التأثير لا يمكن أن يدار بهذه الطريقة، ولا يحل بفنجان قهوة، لافتا إلى أن الأصل في رؤساء الوزارات أن لا يتعاملوا مع قضايا المواطن الخطيرة بهذا الأسلوب.
وأضاف أن معظم التجار وأصحاب القطاعات اعترضوا أمام الرئيس على قرار رفع الدعم عن المحروقات، وأبدوا استياءهم الشديد من طريقة تعاطي الحكومة مع الملف.
وقال لـ"السبيل" إن الرئيس يكرس فكرة "الفزعة" في حل الأزمات، لافتا إلى أن قضايا الوطن الاستراتيجية تحل من خلال وضع استراتيجيات قصيرة وبعيدة الأجل، وليس "بالفزعة".
الرئيس عبد الله النسور كرر مصطلح "الفزعة" في معظم لقاءاته وجولاته المكوكية، أولها خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف اليومية وكتاب الأعمدة، قائلا لهم "بدنا فزعتكو". ووصف الوضع الاقتصادي حينها بالخطير، ويتطلب تكاتف الجميع.
وأبدى أحد الاقتصاديين امتعاضه مما نقل في وسائل إعلامية عن مباركة وتفهم أصحاب القطاعات لقرار الحكومة رفع الدعم عن المحروقات، مؤكدا أن معظم الحضور أبدوا اعتراضهم الشديد على المشروع ورفضهم المطلق له.
وقال إنهم قرروا مقاومة المشروع بكل السبل المتاحة، لأنه ينذر بكارثة اقتصادية وسياسية واجتماعية، على حد تعبيره.
ويخوض الرئيس معركة تتمثل في إقناع الرأي العام بأهمية رفع الدعم عن المحروقات لمستقبل البلد.
وبين في غير مرة في محاولة لإقناع المواطنين وقادة الرأي العام أن قيمة الدعم الذي سيحصل عليه ذوو الدخل المحدود ستفوق قيمة الرفع على المشتقات النفطية، وأن الأسرة الفقيرة ستستفيد من فرق الدعم.