رئيس الوزراء يرتدي حزاما ناسفا

أخبار البلد - فايز شبيكات الدعجه
 
قال رئيس الوزراء إن هناك دعما ماليا للطبقتين الوسطى والفقيرة ستجنب المواطن تداعيات رفع الدعم عن المشتقات النفطية ،وقد كان حديثه مقنعا للمتقاعدين العسكريين إلى حد ما أثناء لقائه بهم بالمركز الثقافي الملكي ،مضيفا ان نسبة الدعم المالي ستكون مرتفعة ،ومعتقدا أن باستطاعته نزع صواعق الثورة المتوقعة فور إطلاقه قذيفة رفع الدعم. 
  
لم يتمكن دولته من الإجابة عن الأسئلة التالية، فتجنبها او اختصر الإجابة عليها اختصارا غير مفهوم ...

ما هي ضمانات استمرار الدعم المالي للمواطنين بعد رحيل الحكومة بداية العام المقبل ؟ولماذا لم يتم التدرج برفع الدعم عن المشتقات النفطية بدلا من رفعة دفعة واحدة ؟ولماذا لم يتم أللجوء إلى البدائل الأخرى المتوفرة لخفض عجز الموازنة ؟وما هي أسباب عدم استغلال مصادر الطاقة البديلة المتنوعة الموجودة بنسب عالية في البلاد ؟وأخيرا كيف سيستعيد الأموال الأردنية المنهوبة من أيدي اللصوص ؟ 

كان بارعا في إخفاء ملامح الحرج وهو يتجاهل الإجابة عن هذه الأسئلة المحورية ،وتركها حائرة رغم وقوفه على مقربة من نفس ظروف هبة نيسان الشيطانية التي خلخلت النظام وقاعدته الصلبة قبل ربع قرن ، فما بالك وقد هشهشها الفساد الآن ،وهزها الربيع وأصبح بنيانها أوهى من خيط العنكبوت بعد تناقص كتلة الولاء بسبب الوضع الداخلي المحشو بمخلفات الفساد ،وديناميت العوز والفاقة والفقر ،وسيكون رفع الأسعار بمثابة خطوة متقدمة وقفزة نوعية على طريق التأجيج والتثوير. 

ما كان ينبغي للرئيس أن يطنش أسئلة الحضور ،وهو يرى الرفض المتمدد سيد الموقف ،وإرهاصات الفوضى واكتمال أركان اندلاع العنف ،وعليه أن يكون فطن كيّس وان لا يفعل ما امتنع من كان قبله عن فعله ،ويجعل من نفسه الشعرة التي ستقصم ظهر النظام ،ويحشر نفسه في مضائق الفتن ولغاويص رفع الأسعار قبل الاستعداد لتداعياتها . 

الشارع محتقن ،والناس على قناعة بان تردي الأوضاع المعيشية حدث بفعل فاعل ،وليس نتيجة ظروف خارجة عن إرادة الدولة التي عاث بها الفساد وسادها الترهل ، والموقف خطر ويتطلب التريث قبل التسبب بالانهيار العام والتضحية بذاك الغالي والنفيس وتاج رأس الأردنيين . 

ليعلم دولته أن الخبز ليس قبل الولاء أحيانا بل وفي كل الأحيان ،طالما أن المال العام لا زال في أيدي صناع الفقر من اللصوص ،ولم يتم استرداده وإعادته إلى بيت المال ،والشارع في صمم تام عن كل ما يقال في سياق حملة الإقناع ألمهدئه ،طالما لم يسمع إجابات شافية وافية لما يتساءل الناس عنه ،والخبراء والمختصون لا يتوقعون أن تنتهي الأمور على خير إذا ركبت الحكومة رأسها واتخذت ذلك القرار اللعين قبل دراسته بعمق، وسيناريو مرور المسألة بلا عواقب او تداعيات يبدو اقرب ما يكون إلى الخرافة والخيال .
 
اختيار أهون الشّرين وتركيز الجهود على شر ألشحدة وتقرفص زعمائنا على أبواب دول الخليج للتسول ومذلة استجداء المال من الدول الشقيقة والصديقة أهون من شر سلق قرار رفع الدعم واتخاذه على عجل.

 Fayz.shbikat@yahoo.com