لماذا يعتب الرئيس؟!

اعلنت مصر انها ستعيد كميات الغاز المُصّدر،وفقاً لما جاء على لسان مسؤولين اردنيين،وانها سوف تلتزم بالاتفاق المبرم،ولا احد يعرف اذا ما كان المصريون سوف يلتزمون حقاً،ام سيخترعون حادثاً امنياً يؤدي الى تفجير الخط،فتعود القصة الى بدايتها.
غيران العلاقات بين الاردن ومصر بحاجة الى قراءة جديدة،والمعلومات التي تأتيك من القاهرة تقول ان الرئيس المصري عاتب على عمان،لانه يعتقد ان عمان الرسمية كانت مؤيدة لاحمد شفيق المرشح الذي فشل،وكانت تنتظر تكريسه بشغف بالغ.
عمان وفقاً لظنون الرئاسة كانت ُترتب ايضاً من اجل زيارة شفيق في حال فوزه رئيساً وتهنئته بالفوز،فوق اتصالات لمسؤولين سابقين كانوا يتابعون الانتخابات المصرية عبراتصالات معينة،تتبعاً لمن سيصل رئيساً الى مصر.
ادت هذه الاتصالات الى اعتقاد الرئاسة المصرية الجديدة لاحقاً،ان عمان تنظر اليه ببرود شديد،وزاد من هذا الشك،عدم دعوة الرئيس الى عمان،وعدم زيارته ايضاً على مستوى عال.
مع هذا ظن الرئيس المصري الجديد ان هناك محاولات لعزله اقليمياً،ووجود تقييمات في دوائرعربية واجنبية،بأنه قد لايبقى طويلا،وسوف يسقط تحت وطأة الاضطرابات السياسية في مصر من جهة،مما ادى الى التعامل معه بشكل ثانوي.
الرئيس المصري ايا كان موقفه السياسي،وايا كان معسكر اصطفافه،او المآخذ عليه،يبقى رئيسا لدولة تم انتخابه،وكثرة تنتقده على قضايا معينة،غير ان نقده شيء،والتعامل معه باعتباره رئيس دولة امر آخر،يقوم على اساس شرعيته،,كونه واقع حال.
ذات الرئيس زارالرياض،وحظي باستقبال حميم،وهو على اتصال بعواصم متعددة،ابرزها واشنطن وغيرها،وقد تكون القراءة التحليلية لوضعه غيرعميقة،حتى لو جاءت تحت وطأة ضغوط او رؤى تريد تحجيمه مرحلياً.
لا يمكن لاحد ان يصدق قصة الفصل بين جماعة الاخوان المسلمين المصرية حاضنة الرئيس في فوزه،وامتداد الحاضنة وتأثيراتها عربياً او اردنياً،او تجاوبها مع متطلبات لبقية اعضاء التنظيم في الجماعات المحلية في دول عديدة.
هذا يقول ان كسر الجمود في العلاقة مع الرئيس مهم جداً،لرفع اعتقاد الرئيس ان الاردن يتحفظ عليه،ولمنع التأثيرات السلبية غير المعلنة التي تتدفق عبر رأي التنظيم،كرمى لذات الجماعة في غير مكان،بالاضافة الى ازالة اي ذرائع لدى القاهرة الرسمية.
لابد من اختبارالنظرية المهمة التي تقول ان قرارات الرئيس ليست بيده ازاء عمان،لان في الكواليس كلام عن تأثير لعواصم اخرى على القاهرة تريد الضغط على عمان،عبر اجبارها على الانضمام لسلسلة سياسية جديدة.
تأكيدات المصريين بعودة الغازمن ناحية اقتصادية،قد تنهار سريعاً،امام ما تريده القاهرة سياسياً من الاردن،وتغطية الانهيار في التعهد امرسهل جداً،اذ يعود الغاز يوماً او يومين،ثم يخرج فاعل مبني للمجهول ويقوم بتفجير الخط،فيتوقف الغاز.
لا يجوز ان تبقى العلاقات مع مصرعلى مستوى فني وزاري،لان هذا قد لايرضي القاهرة الرسمية،وان لم تعلن ذلك جهاراً نهاراً.
علينا ان نفتح ثغرة في جدار الجليد بيننا وبين العهد الجديد في مصر،حتى لا نصحو وقد تشكلت تحالفات ثابتة ومستقرة،ونحن على حواف التحالفات،ونتأمل كل تقييماتنا وتحليلاتنا فنجدها غيرعبقرية ابداً،واخذتنا الى عزلة غيرمنتجة.
اسوأ ما في حالنا اننا نجلس ونريد ان يأتينا الجميع مبايعين طائعين،ولا نسعى بأنفسنا الى نزع الالغام المزروعة حولنا وحوالينا.