حملة "خبز للجميع" تلقى رواجا واسعا وتستقطب متبرعين جددا

اخبار البلد 
في مجمع جبر الواقع في شارع مكة بعمان هناك مخبز انضم الى حملة "خبز للجميع" التي أطلقت مؤخرا من قبل مجموعة من الشباب، وعلّق على احدى رفوف المخبز لافتة كتب عليها "هذا الخبز مجاني لمن لا يستطيع شراءه- حملة "خبز للجميع".
الطلب على هذا الخبز "جيد جدا"، وفق وصف موظف المخبز مصطفى الجلب، فيما عدد المتبرعين لهذا الرف "بازدياد مستمر".
وتقوم فكرة الحملة على أن كل شخص عضو بالحملة أو غير عضو يقوم بالالتزام بفرن لتأمينه بكمية من مادة الخبز توزع على من لا يستطيع شراءه من خلال وضعه على رف مخصص لهذا ومكتوب عليه بطريقة واضحة أنه غير مخصص للبيع وأنه لمن لا يستطيع شراءه".
وبعد مرور 9 أيّام على انضمام المخبز لهذه الحملة، يقول الجلب، "إنّ عدد الذين يساهمون في تقديم الخبز المجاني في ازدياد مستمر"، ويضيف "أنّ المبلغ الذي كان قد تعهد به شباب ضمن حملة خبز للجميع كان حوالي 20 دينارا"، إلا أنه تضاعف الان من خلال تقديم مواطنين شاهدوا اللافتة وقاموا بالمساهمة سواء بدفع مبلغ للمخبز لوضع خبز بقيمته أو من خلال شراء خبز ووضعه على الرف المخصص ناهيك عن مساهمة المخبز ذاته.
ويشير الجلب إلى أنّ أكثر ما يميز هذه الحملة هو أنها تتيح للمحتاج أن يأخذ حاجته من الخبز "دون إحراج" ودون أن يشعر بأنّ هناك "منّا أو أذى" من أي شخص، "فهناك من ينحرج من وضع اسمه في الجمعيات الخيرية مثلا".
ويلفت الى أنّ هذه الحملة "حفزت الناس للخير" وجعلت العلاقة مباشرة بين من يقدم المساعدة وبين من يحصل عليها.
يشار هنا الى الفكرة التي كانت الحكومة تنوي تطبيقها من خلال رفع الدعم عن سلع أساسية من ضمنها الخبز حيث كان من المقترح أن يتم توزيع الخبز على مواطنين "يستحقون الدعم من خلال بطاقات يقدمونها للمخبز عند شراء الخبز.
ويبلغ عدد عدد المخابز التي تساهم الآن في الحملة نحو 8، منها 3 في بيادر وادي السير وهناك مخبز في العقبة وآخر في الغور وهناك مخبز في مرج الحمام وعبدون، فيما من المتوقع أن ينضم الى الحملة مع نهاية الشهر 3 مخابز أخرى في منطقة أم البساتين وجبل النصر وحي نزّال.
نادين معايعة، إحدى مؤسسي حملة خبز للجميع، أكدت أن الحملة باتت تتوسع بشكل كبير وقام القائمون على الحملة بإنشاء صفحة على الفيسبوك تحت اسم "حملة خبز للجميع"، وذلك لنشر الفكرة بشكل أساسي وزيادة عدد الذين يطبقونها بغض النظر إن كانوا في الحملة أم لا، فالهدف الأساسي هو "تطبيق الفكرة" التي بدأت كاقتراح لتقديم مساعدة من القادرين ماديا الى أناس بحاجة الى المساعدة بطريقة مباشرة وبسيطة.
وأكدت معايعة أن الحملة كانت مبادرة ذاتية تلقائية خارج الأطر الادارية والمؤسسية والهيكلية "فكل فرد يتكفل من خلال تحديد مبلغ معين لشراء خبز يوميا أو اسبوعيا او شهريا ووضعه على رف خاص لهذه الغاية".
وقالت أن الحملة تحفز على القيام بعمل خيري دون السعي الى جمع تبرعات أو مساعدات ويكتفي المتبرع بوضع ما يشتريه من الخبز على الرف المخصص لهذا البيع.
يشار هنا إلى أنّ معدل الفقر في المملكة قدّر بـ 13.3 % في احصائيات 2008 فيما لم يتم حتى الآن اعلان النسبة الجديدة عن 2010 في الوقت الذي يؤكد فيه خبراء أنه سيزيد في ظل ما شهده الأردن من ارتفاع أسعار للتضخم خلال هذه الفترة.
وتشير التوقعات الرسمية الى أن خط الفقر المطلق للفترة الواقعة بين 2008 الى 2010 حوالي 700 دينار للفرد سنويا (58.3 دينار شهريا)، مقارنة بـ 680 دينار (56.6 دينار شهريا) خط الفقر للفرد للفترة 2006 الى 2008.
وبحسب دراسة الفقر الاخيرة (2006 الى 2008) فإن خط الفقر العام بالدينار للفرد سنويا، بلغ 680 دينارا، موزعة على 292 دينارا خط الفقر الغذائي بالدينار للفرد سنويا، و388 خط الفقر غير الغذائي للفرد سنويا بالدينار.
وبلغت نسبة الفقراء إلى سكان المملكة بحسب الدراسة التي أجرتها دائرة الإحصاءات العامة للأعوام 2006-2008، 13.3 %، وكان للتدخلات الحكومية المباشرة خلال العامين الماضيين الدور الأكبر في الحد من وصول نسب الفقر إلى 21 %، وذلك من خلال إعانات صندوق المعونة الوطنية، وإعانات من جهات حكومية أخرى، والتحويلات الحكومية وزيادة الرواتب والتدخلات الأخرى، بحسب ما جاء في الدراسة.
وارتفع عدد جيوب الفقر من 22 جيبا عام 2006 إلى 32 جيبان بحسب الدراسة ، 18 من هذه الجيوب مستمرة من العام 2006، وانضمت 14 جديدة، فيما تخرجت 4 جيوب بعدما انخفضت نسبة الفقر فيها إلى أقل من 25 %.