نقد السعودية في الأردن لم يعد من المحرمات والمجالي يلمح لمساعداتها المشروطة بدخول الحرب ضد بشار
ألمح سياسي أردني رفيع المستوى لأول مرة إلى أن المساعدات الخليجية والسعودية لا تأتي للأردن بسبب شروط غير معلنة تتعلق بالزج في المملكة بالحرب على النظام السوري بشار الأسد.
وقال السياسي الأردني الكبير العائد للحياة السياسية بعد غياب لأكثر من عامين عبد الهادي المجالي أنه من الأفضل لنا أن لا تأتي المساعدات إذا كانت مشروطة بدخول أتون حرب قد تستعر ولا نعرف مداها.
وأشاد المجالي في تصريحات نشرتها له يومية الغد المحلية الأحد بما أسماه حكمة السياسة الخارجية لبلاده الوسطية في إدارة تداعيات الأزمة السورية وقال أن الإدارة كانت حصيفة على الرغم من كل الضغوط التي تمارس على الأردن معتبرا أن هذه الضغوط تفسر المشكلة الإقتصادية في الأردن.
ولم يربط المجالي مباشرة بين تأخر المساعدات السعودية وبين شروط مفترضة لدخول الحرب ضد سوريا لكن سياسيون أردنيون بدأوا يعبرون في الأوساط والصالونات عن الإنزعاج من التجاهل السوري.
وقال مسئول بارز في الحكومة للقدس العربي في وقت سابق أن الإدارة الأردنية كانت تشك بأن المساعدات السعودية تأخرت بسبب الملف السوري.
لكنها تأكدت من ذلك الأن مشيرا لإن القناعة بان السعودية بدأت تميل لفرض شروط على الأردن تتعلق بالموضوع السوري هي التي حركت دوائر القرار مؤخرا نحو برنامج الإصلاح الإقتصادي القاسي الذي تعده الحكومة حاليا وسينتهي بتحرير أسعار المشتقات النفطية وإرتفاع حاد في الأسعار.
ولأول مرة يلمح سياسي من وزن المجالي لإن المساعدات السعودية قد تكون مشروطة بالدخول في حرب مع النظام السوري حيث كان توجيه النقد للسعودية دوما من المحرمات في الأردن.
وكانت صحيفة أردنية يومية قد خرقت قبل نحو عشرة أيام تقليدا قديما جدا في الصحافة اليومية المحسوبة على السلطات عندما نشرت مقالا إفتتاحيا ضد السعودية بصورة نادرة حيث لا تظهر مقالات ضد السعودية حتى في صحافة القطاع الخاص.
وكانت صحيفة الدستور التي يرأس تحريرها نجل المفكر الإسلامي الراحل محمد حسن التل ويرأس مجلس إدارتها وزير التنمية الأسبق الدكتور أمين مشاقبة قد نشرت إفتتاحية لفتت الإنتباه عندما تضمنت نقدا للسعودية مع تذكير المملكة السعودية بدور الأردن الصلب في حماية الحدود السعودية.