المرزوقي: أبواب تونس مفتوحة للفلسطينيين وستبقى كذلك


أكد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أمس السبت أن بلاده ستظل حاضنة وبيتاً للفلسطينيين، قائلاً إن أبواب تونس وجامعاتها ومدارسها ومستشفياتها مفتوحة أمامهم وستبقى كذلك.
وأضاف المرزوقي في كلمته أمام مؤتمر دولي لنصرة الأسرى في العاصمة التونسية أن فلسطين في قلب كل تونسي، وأن قضيتها حاضرة وستبقى حاضرة في عقولهم.
وشدد على أن هذا المؤتمر يحمل رسالة أن تونس تقف إلى جانب الحقوق الفلسطينية وحقوق الأسرى في الحرية والعيش بكرامة، ورسالة للأسرى أنفسهم "بأننا في تونس لن ننساكم أبداً أبداً أبداً، ونقول لعائلاتهم نحن معكم وسنبقى معكم".
وأوضح أن "هذا الموقف التونسي تجاه فلسطين سيظل حاضراً حتى تتحرر فلسطين من الاحتلال"، مشيراً إلى أن ثورة تونس عندما انطلقت لمواجهة الظلم، اهتدت وتعلم ثوارها من أطفال الحجارة حتى انتصروا في ثورتهم ضد النظام الدكتاتوري.
ووجه رسالة للعالم بقوله: "أمتنا لا تقبل أي إملاءات، ولن تتنازل عن حقها حتى تتحقق الحرية لشعوبها وعلى رأسها الشعب الفلسطيني"، كما خاطب "إسرائيل" قائلاً: "السلام لا يعني الاستسلام، وسنظل نسعى حتى نصل إلى أهدافنا في الحرية والاستقلال من الاحتلال".
وطالب العالم بالتحرك فوراً لإنهاء معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والعمل على إنهاء المعاناة في السجن الأكبر في قطاع غزة؛ جراء الحصار الظالم المتواصل منذ سنوات.
وفي ختام كلمته، قال المرزوقي إن بلاده مفتوحة أكثر من أي وقت مضى أمام الأشقاء الفلسطينيين، "فهذه جامعاتهم، وهذه مدارسهم، وهذه مستشفياتهم، فليتفضلوا إلى هذا بلدهم الثاني المفتوح أمامهم دائماً وسيظل كذلك".
من جانبه، دعا رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948 الشيخ رائد صلاح إلى تشكيل لجنة تنفيذية لمتابعة تنفيذ قرارات المؤتمر.
وقال الشيخ صلاح في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر: "آمل أن لا يقف المؤتمر عند بيانه الختامي، وأتمنى أن ينتج عنه لجنة تنفيذية لمتابعة تنفيذ كل قراراته حتى نؤكد لأسرى الحرية اننا معهم في سجونهم وخارج سجونهم مع بيوتهم وأهلهم".
وأشار إلى أنه سيقدم اقتراحات حول قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال في وقت آخر من المؤتمر الذي يعقد على مدار يومين (السبت والأحد).
ولفت الشيخ صلاح إلى الإهمال الطبي للأسرى في سجون الاحتلال، مشيرًا إلى وجود أكثر من 1200 حالة مرضية خطيرة للأسرى خلال مسيرة الأسرى الفلسطينيين، مؤكدا أهمية إلقاء الضوء على هذه القضية.
ونبه على اعتراف عضوة الكنيست الإسرائيلي داليا ايتسك عام 1997 بأن وزارة الصحة الإسرائيلي كانت تصدر 1000 تصريح سنويا، لإجراء تجارب أدوية خطيرة على الأسرى الفلسطينيين.
وأكد الشيخ صلاح ضرورة الانتصار للأسرى الفلسطينيين حتى "يخرجوا إلى شمس الحرية"، مشددا على ضرورة السعي لتقديم كل من استباح وعذب الأسرى للعدالة الإنسانية "كي يعيشوا بقية عمرهم في داخل السجون بناء على جرائمهم التي ارتكبوها بحق أسرانا وأسيراتنا وأطفالنا الأسرى".
وجدد رئيس الحركة الإسلامية التأكيد أنه ما دام هناك احتلال فستبقى المقاومة، مضيفا: "إذا كان هناك ضرورة من أجل أن ننتصر للحق الفلسطيني، نقول مرحبًا بالسجون كي ننتصر للحق الفلسطيني وللقدس والمسجد الأقصى".
وتابع الشيخ صلاح: "مع ضخامة هذه التضحيات، وإصرارنا على الانتصار لأسرى الحرية وأسيرات الحرية، سنبقى نردد بلا تلعثم رسالة واضحة نقول فيها دخلنا السجون أحرارا ،وخرجنا من السجون أحرار كما ولدتنا أمهاتنا أحرارا".
وكان عشرات الشبان التونسيين هتفوا في قلب مطار قرطاج الدولي بالعاصمة تونس "الشعب يريد تحرير فلسطين"، خلال استقبال الوفود المشاركة في المؤتمر.
وأثار وصول الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، الذي جرى استقباله من قبل وفد رئاسي تونسي ونقل إلى قاعة التشريفات، حماس الشبان التونسيين الذين أخذوا يكررون الشعار الداعي إلى تحرير فلسطين والتكبير حتى خارج المطار.
وعشية المؤتمر، قام وفد كبير من المشاركين، يترأسهم الشيخ رائد صلاح وأمين المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي بزيارة إلى منطقة "حمام الشط" الساحلية على البحر الأبيض المتوسط (جنوب العاصمة تونس)، التي ارتكبت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية أُطلق عليها اسم "عملية الساق الخشبية"، حيث قصفها الطيران في الأول من تشرين الأول 1985؛ بهدف ضرب مقر منظمة التحرير الفلسطينية والحصيلة 68 شهيدًا أغلبهم مدنيون.