وزراء بصبغات شعر حديثة
تتكرر بعض الوجوه في أكثر من حكومة، دون أن يرد دليل قاطع على "ألمعيتها أو عبقريتها".
لا ادري هل السر في إعادة وزراء بعينهم لشغل مناصب سبق أن شغلوها أو شغلوا شبيهةً لها، عائد إلى إن رؤساء الحكومات يعملون بالمثل القائل: اللي بتعرفه أحسن من اللي ما بتعرفوش"!.
إعادة هؤلاء دون المجيء بوزراء جدد "لأول مرة"، لا يعني السير على منوال تقليدي في العمل الحكومي، ولا يعني أيضا المجيء بوزراء جدد أنهم سيكونون أكثر تقدمية مثلاً. فقد اظهر وزراء جاؤوا لأول مرة تقليدية تجبُ السابقين من زملائهم.
في الحكومة الحالية ثمة وزراء عادوا بعد أن خدموا سواء في الحكومة السابقة أو حكومات سبقتها، لم يختلف شيء على أدائهم سوى أن سحنهم تغيرت، وخدودهم غارت قليلا بحكم التقدم في السن، رغم حداثة الصبغة التي تخفي شيب الرأس.
شخصياً لا أرى جديدا في كون فلان استمر في هذه الوزارة أو علان، كون كل الوزراء دون تفريق، يتخذون نفس المواقف وقادرين على تنفيذ نفس السياسات، وفي النهاية ليس مهما إن كانوا أبدعوا.. أو لم يبدعوا؟
وسواء كان الوزير أتى من خلفية يسارية أو يمينية أو دينية، حالما يجلس على الكرسي الأول، يصبح مدافعاً عن السياسات الحكومية، كأنه رضع من ثديها.
لكن نفراً من السياسيين يجادلون بان ثمة فرقاً بيناً، بين الوزراء التقليديين والوزراء من خلفيات يسارية او دينية، فالوزراء من الصنف الاول يرتدون ربطات عنق تميل الى اليمين، والوزراء من الصنف الثاني تميل ربطات عنقهم إلى اليسار أو ..؟.
أكثر ما يثير في هذه المسألة إن وزيرا خدم في حكومة قبل عقد أو عقد ونصف من الزمان، وأدى ما أدى وأعطى ما أعطى وأخطأ ما اخطأ، يعاد إحياؤه وجلبه عبر حقيبة في حكومة جديدة، وبأفضل "صبغة ممكنة".. لماذا؟
لما سبق، يفغر التساؤل فاهه: ما الداعي أصلا إلى تغيير الوزراء، ولماذا لا يبقون عشرة أو عشرين عاما أو للأبد، بدلا من 3- 6 شهور، فالوزارات ماشية بتغييرهم او عدمه، ووجودهم او طيرانهم من مناصبهم لن يحدث فرقاً، بل وعدم التغيير.. من سنة الحكومات.
أصحاب الدولة والمعالي المتقاعدين الذي يناهزون الخمسمئة، يشكلون حملا ثقيلا أصلا على ميزانية الدولة بتقاعد يصل إلى 45 مليون دينار سنويا، وفق إحدى الدراسات، ما يستدعي وقف هذا الهدر، في ظل عجز الموازنة.