في ذكرى القائد الخالد ...!!!

محمود العايد

يصادف اليوم ذكرى وفاة الزعيم الفلسطيني الراحل ، الذي قتل غدرا ، قتل سما ، لأنه لم يركع ، ولم يخضع ، حوصر لأنه لم يتنازل عن شبر ، ولا باع أرضا بالرغم من الأوضاع المأساوية ، ولم يقبل بالكرسي من أجل العيش برغد وهناء ، لربما كانت له أخطاء ، وعليه علامات استفهام ، وتشار إليه الأصابع أحيانا بالاتهام ، بالرغم من كل هذه الادعاءات والإشاعات ، ضرب أجدادنا مثلا ، لكننا لم نعرفه إلا بعد وفاة عرفات ، المثل القائل " ما بتعرف خيري إلا لما تجرب غيري " عرفناك حقا يا عرفات ، بعد أن جرب الفلسطينيون غيرك ، من أشار إليك بالأمس بأصابع الاتهام ، اليوم يبكي ألما وحسره عليك يا عرفات ، شهيدا مت بالرغم من كل الصعاب ، أسيرا أمضيت بقية عمرك بين الجدران ، كي لا يسجل التاريخ عليك حرفا ، كنت شوكة في حلق العدو الجبان ، حتى تمكن من دس السم في جسدك ، وجاءوا بغيرك كي يتنازل ، آه ثم آه ثم آه ... !!! لو كنت موجود يا عرفات ماذا ستفعل بمن عن أرضنا ومقدساتنا تنازل ؟ بعد موتك لعبوا اللعبة ، وسطروا الصفحات ، ورتبوا الكلمات ، ورقموا البنايات ، وصنفوا المأكولات ، وشربوا القازوزات ، وغطسوا في المحرمات ، ثم باعوها من أجل لذة عرضت عليك ، لكنك رفضتها ، وأبيت إلا أن تكون مقاولا لا جبان ، وفي رأيي من يتخلى عن شبر من فلسطين ، يتخلى عن الأمة كلها ، فلسطين نبض الأمة ، وبغير فلسطين فلا معنى لوجود الأمة من أقصاها إلى أقصاها على خارطة الطريق ، فلا كرامة ولا حرية لهذه الأمة إلا بتحرير فلسطين من نهرها إلى بحرها ، والأشبار المحتلة هنا وهناك من اليهود الغاصبين ، وأعداء الأمة أجمعين ، من المسؤول عن ضياع الأمة ؟ ما قاله القائل قبل أيام على وسائل الإعلام هو استهتار ليس بشعب فلسطين فحسب ، بل بأبناء الأمة أجمعين ، فمن يتنازل عن فلسطين ، غدا سيقف في السوق مناديا الأمة بأرضها وشعبها للبيع ، مقابل أي شيء يعني أن أعيش في قصر فيه نهر ولبن وخمر ، فالأمة لا تعنينا حقا ما دمنا نرى أن أبناؤها يصفقون لنا رغم كل المحن ...............!!!