حفرة جواد وقفّة خالد

ما أن إنتهى برنامج ستون دقيقة حتى رنّ جرس الهاتف، ومعذرة من جواد بيك العناني لأني أمتلك هاتفاً خلويا اللي استكثره علينا، وكان جبر على الطرف الثاني سائلاً تابعت اللقاء على ستون دقيقة. طبعاً، وشو رأيك أنت يا جبر.
يا حفيظ السلامة، أنا متقاعد فوسفات، مثل ما بتعرف، وراتبي من الضمان أقل من 300 دينار ومثلي مثايل. ولكني تعجبت من تشبيه جواد بيك للوضع في الأردن بالحفرة، وقال حسب ما أذكر، علينا أن نُفكر كيف بدنا نخرج من الحفرة. ودعانا كل من رئيس المجلس الإقتصادي وعبير الزبن لمساعدة الحكومة في إيجاد أفكار كيف نخرج من الحفرة، وطبعاً أنا إنسان منتمي وأريد أن أدلي بدلوي للخروج من الحفرة.
يا إنسان، الحفرة كبيرة وكل الأردنيين قاعدين فيها، مش هيك، يعني مش كلهم كلهم، ولكني فهمت بأن جواد بيك معنا في الحفرة. شو رأيك لو طلبنا من اللذين خارج الحفرة بأن يسكبو علينا ماء بكيمات كبيرة، فتمتلي الحفرة وبنطيش نحن أبناء الشعب ونخرج من الحفرة. ولكن يا جبر مش كل الناس بتعرف تسبح وممكن تغوص المياه في الأرض ولا تمتليء الحفرة، وكمان الأردن من ثالث أفقر دول العالم بالمياه، ومن أين لنا بالمياه لتنفيذ فكرتك هذه، مش زابطة هات غيرها.
طيب، ممكن نُطلب من الواقفين في خارج الحفرة المساعدة بطمرنا بالتراب، كيف يعني سألت جبر. قال، عليهم ملء القفّة بالتراب (وسيلة لنقل الطمم مصنوعة من عجلات سيارات قديمة ولها مماسك واللي قال عنها خالد بالنطّ من القفّة لأذانها) ونحن اللي تحت بنظل ندك بالتراب تحت أرجلنا حتى يقل إرتفاع الحفرة ونخرج من الحفرة. يا جبر، قول وغيّر، بدك هذول اللي خارج الحفرة يحملوا التراب بالقفّة ويرموه بالحفرة، هذه شغلة متعبة، هذول ما خلقوا لهيك لعمل، هات غيرها.
شو رأيك لو مدوا لنا حبال ونحن بنتعربش عليها، وبنخرج واحد وراء الثاني. يا عزيزي، منين يجيبوا حبال وما في فلوس ومين بيشد مين، مش زابطة هات غيرها.
حيرتني يا إنسان، طيب شو رأيك لو ركب كل واحد على ظهر الثاني والثالث والرابع حتى نصل لفوق ونخرج من الحفرة. بالله عليك تُسكت هذه فكرة قديمة وطبقها جواد وجماعته إلى أن صغرت أكتافنا وما عاد تحملهم. بدنا أفكار جديدة .... هات هات.
وجدتها، وجدتها ... صاح جبر، هات لشوف يا جبر، شو طلع معك. بنحفر نفق طويل، والتراب اللي بيخرج من النفق، شو بنعمل فيه سألت جبر. قال، بنظل نكومه على الطرف الاخر من الحفرة وبنعمل سحسيلة وبيصير عندنا الأغلبية بتحفر حتى ترى الضوء في آخر النفق والأقلية بتظل عينها على السحسيلة لتصل الى الحافة وتتشبث بأقدام المحظيين اللي فوق.