أبرزت الصحف البريطانية الصادرة الجمعة عددا من الموضوعات من بينها مخاطر الصراع السوري على الأردن، حيث تحدث الكاتب في صحيفة الغارديان ديفيد هيرست عن مخاطر كبيرة محتملة يواجهها الأردن بسبب الصراع الدائر في سوريا المجاورة.
ويشير هيرست إلى أن معظم المواطنين الأردنيين يؤيدون المعارضة السورية، لكن النظام الأردني نفسه سعى إلى تبني موقفا محايدا، خشية تعرضه لأعمال انتقامية من أي منهما في حال لم يقف عن هذا الخط المحايد.
ويرى الكاتب أن الأسبوعين الماضيين أظهرا مدى الخطورة الكبيرة لانكشاف الأردن على الصراع في سوريا.
وأشار في هذا الصدد إلى مقتل أول جندي أردني على الحدود مع سوريا والاشتباكات التي اندلعت بين الجيش و"مجموعات من الجهاديين" كانوا يحاولون عبور الحدود بالإضافة إلى الكشف عن "مخطط مزعوم" للقاعدة واعتقال 11 شخصا جميعهم أردنيون كانوا يعتزمون شن هجمات بقذائف الهاون على أهداف بارزة في عمان.
ويرى هيرست أن "الإرهاب" في الأردن لم ينجح بالفعل رغم أنه مثير للقلق، لكن قدرة الأردن على منع امتداد ما يحدث في سوريا إلى أراضيها يعتمد على مدى صلابة الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي فيها.
ويوضح الكاتب أن هناك تدهورا على مختلف هذه الأصعدة، والعلاقة بين الطبقة الحاكمة والشعب تشهد تراجعا، في ظل الضغط الشعبي من أجل القيام بإصلاحات سياسية. بينما يرى أن النظام يواصل جهده في "عرقلة" هذه الإصلاحات تماما.
واعتبر أن ما قام به الملك عبد الله الثاني على صعيد الإصلاحات الدستورية لم يكن سوى تعديلات بسيطة وتجميلية لا تسهم بفاعلية في نقل السلطة إلى الشعب.
واعتبر الكاتب أن التهديد الثاني يتمثل في السلفيين الذين توجه بعضهم إلى سوريا لقتال "النظام العلوي" هناك، الذي أصبح هدفا رئيسا للجهاديين السنة في أماكن أخرى.
ويقول الكاتب أن هؤلاء قد يمثلون خطرا يرتد على الأردن، ويشير إلى أنه وفقا لمخطط القاعدة المزعوم، فإن الجهاد في سوريا بالنسبة لبعض السلفيين الأردنيين هو مجرد إعداد قبل العودة إلى وطنهم للتحول ضد نظامهم الذي يعتبرونه كافرا رغم أنه سني خالص.
واعتبر الكاتب أنه أيا كانت نتائج الصراع في سوريا سواء نجاة الأسد أو سقوطه، فإن الخيارين سيئان بالنسبة للنظام الأردني.
ويقول إنه في حال نجا الاسد، بفضل ما يتصور أنه تواطؤ أردني، فإن ذلك سيزيد من عداء المعارضة التي يقودها الإسلاميون في الأردن إزاء النظام الملكي.
أما في حال سقط الأسد، فإن ذلك سيعزز من وضعهم بقوة لأنهم سيحظون بالدعم الكامل بالسلطة الحاكمة التي ستخلف الأسد، التي دون شك ستكون إسلامية بقوة.
ويعتبر الكاتب أنه في كلا الحالتين كلما زاد رفض الملك بقوة للمطالبات الداعية لإصلاح حقيقي، كلما أصبحت المعارضة أكثر ميلا لرفع شعار "الشعب يريد إسقاط النظام".