مصلحة الوطن تسمو على كل المصالح

بقلم د.مولود رقيبات.

التصريحات المتكررة لرئيس الوزراء وبعض اعضاء حكومته ومنذ اليوم الاول لتشكيل هذه الحكومة تتضارب احيانا وتلتقي اخرى وتزداد يوما بعد يوم في التركيز على محاولة التدرج باقناع المواطن الاردني بحتمية رفع الاسعار ورفع الدعم عن المشتقات النفطية. واخذت هذه الحملة جملة من الخطوات الهادئة جاءت على شكل مسكنات وتحضير للعملية التي يقبل عليها القرار الحكومي الذي اصبح على ما يبدو جاهزا بانتظار جلسة او اثنتين للاعلان عن هذه الاجراءات التي لا شك ستلحق الاذى والضرر بجيوب المواطنين خاصة الطبقة الفقيرة التي تعاظمت مؤخرا في المشهد الاجتماعي الاردني. يتحدث الرئيس عن تقديم الدعم المباشر للمواطنين والخلاف على قيمة هذا الدعم وماذا يسد هذا الدعم ؟اللقاءات التي يعقدها دولته مع رجالات الدولة الاردنية اعيانا ورجال سياسة واكاديميين كلها تصب في هذا الاتجاه ويريد الدكتور النسور حينما يقول ان قرار رفع الدعم لن يكون مفاجئا ولن يتخذ الا بعد التحقق من تقديم الدعم المباشر للمواطن ،وان الحكومة منفتحة على الجميع للاستماع لارائهم ومقترحاتهم حول آلية الخروج من مأزق العجز بالموازنة ،انما يريد ان يتحمل الجميع المسؤولية الوطنية في اتخاذ القرار ،وهو العارف بالكثير مما نجهل بما يتعلق بالمديونية والظروف المحيطة بها ،وعندما يتحدث عن عجز سنوي بقيمة 3مليار دينار وعلى مدار سنتين 5 مليار فهو على يقين انه لم يعد السكوت ممكننا بعد اليوم وان مصلحة الوطن تتطلب منا جميعا ان نقف في خندق الوطن ونواجه التحديات الكبيرة التي يراها النسور والطاقم الوزاري ،ونقدم التضحيات في سبيل ان يبقى الاردن شامخا ونموذجا للاستقرار والامن في منطقة تتجاذبها التقلبات السياسية والاقتصادية وتهددها عواصف التغيير والدمار . ومن هنا نرى ان من الواجب تفهم المخاطر المترتبة على استمرار الوضع الحالي على ما هو عليه، ونحن نرزخ تحت مديونية تجاوزت العشرين مليار دولار وعجز بلغ الخمسة مليارات دينار . والغريب ان الواحد منا يضحي بستتة دنانير وهو ثمن اسطوانة الغاز حاليا والتي تكفي شهرا ليشتري بطاقة خلوي تكفيه لاسبوع وربما اقل ويصعب عليه في الوقت نفسه تحمل دينار زيادة على تنكة البنزين او الديزل والذي يذهب لخزينة الدولة ليسهم بتخفيف العجز، في حين بطاقة الخلوي تذهب لشركات تبيع الاثير فقط، والامثلة كثيرة على اوجه الانفاق الغير منطقي وهو ما يقودنا الى القول ان الوطنية والمسؤولية الوطنية تتطلب التضحيات . هناك من يقول وما ذنبي ان اتحمل كمواطن مسؤولية سداد العجز؟ لهؤلاء نقول بان الذنب الوحيد اننا مواطنون نحب وطننا وقادرون على التضحية من اجل استقراره ورفعته ، نؤمن بان الوطنية ليست مجرد حيازة هوية او جواز سفر ، بل هي تضحية وفداء وما دام الوطن ينادينا فعلينا تلبية النداء وشد الاحزمة ليبقى الاردن عزيزا كريما ، ونتخلى عن الاشياء غير الضرورية في مصروفاتنا ونغطي فاتورة النفط الى ان يأتي الفرج القريب، لان مصالح الوطن تسمو على كل المصالح والاعتبارات الاخرى.

مجرد رأي ومطلب لكل الغيورين على مصلحة الوطن ونحن جميعا من الغيورين.