تويتر وفيسبوك كسرا احتكار الأخبار والمعلومات والصفقات والقرارات السرية، في أمريكا -مثلا- لأول مرة بالتاريخ تم تداول 20 مليون تغريدة ليلة انتخاب أوباما.
ومن قبل هز ويكليكس قلاع الإدارة الأمريكية، وغيرها من دول العالم، ويبدو أننا سنسمع المزيد من «الأخبار السارة» عن قرارات وصفقات سرية تتم باسم أبناء الشعوب المغلوبة على أمرها شرقا وغربا، الفرق هنا أنه في الديمقراطيات الأصيلة ينتخب الشعب من «ينوب» عنه في اتخاذ القرارات، لهذا فهو يرضى بما يتخذه القادة من قرارات بتفويض رسمي: قانوني ودستوري، لينصرف عن متابعة السياسة، وتصديع الرأس بها، لكن في غيرها من الدول، يتخذ الساسة القرارات باسم الشعب، وهو لا يدري ماذا يفعل به!
الجديد في الأمر، أن شبكات التواصل الاجتماعي، التي كانت حتى وقت قريب جدا للتسلية والحوارات الجنسية، غدت ساحة نشطة وأثيرة لتبادل المعلومات، لقد تجاوزت هذه الشبكات دور وكالات الأنباء والفضائيات وكل وسائل الإعلام الجديد، في كونها مصدرا فوريا للأخبار، والأسرار أيضا، حتى أن قصص حجب المواقع، والرقابة على الإنترنت، ووضع الجدر النارية، لم تعد ذات معنى، ثمة انفجار معرفي غير مسبوق ولا يمكن تخيله، على سبيل المثال، مع كل ثانية يتم كتابة 1794 تغريدة في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وخلال يوم واحد يتم كتابة 155 مليون تغريدة، كما تتم كتابة 108 آلاف تغريدة في الدقيقة، وخلال الساعة يتم كتابة 6.5 ملايين تغريدة،
أما عدد مستخدمي الانترنت في المنطقة العربية فقد بلغ وفق بعض الإحصائيات أكثر من 72 مليون شخص، بواقع نمو 2500% على مدار العشر سنوات الأخيرة، كما أن 88% من مستخدمي الانترنت في المنطقة العربية يزورون الشبكات الاجتماعية بشكل يومي، وبوسع أي من هؤلاء البحث والتقصي عن أي معلومة «سرية!» يريد الحصول عليها، وسيجدها، مع قليل من الصبر، خاصة مع سهولة التواصل مع الآخرين، على الشبكة العنكبوتية!
حتى بالنسبة للتاريخ السري للمنطقة، الذي لا يقرأه أولاد المدارس، او حتى الجامعات، أصبح بوسع الجميع الحصول عليه عبر المؤلفات التي تعتمد بشكل علمي وموثق على محفوظات الدول التي استعمرتنا، والتي بدأت بالافراج عنها تباعا، وهذه المؤلفات أصبحت متوفرة بكثرة ككتب الكترونية متاحة للتنزيل والقراءة!
لا أسرار بعد اليوم، ولا جدوى من «نفي» المسؤولين في الدول المعاصرة لهذا الخبر أو ذاك!