الملك يلتقي كاميرون ويحذر من تداعيات الأزمة السورية على المنطقة

أخبار البلد - أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني في عمان الأربعاء مباحثات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ركزت على علاقات التعاون الثنائي والتطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط والتحديات التي تواجهها.

وأكد جلالة الملك ورئيس الوزراء البريطاني خلال المباحثات، التي حضرها رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، حرصهما المتبادل على تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات بما يحقق مصالحهما المشتركة.

ووصف كاميرون العلاقات الأردنية البريطانية بالممتازة، مؤكدا أن الأردن صديق لبريطانيا "نتعاون معه بشكل وثيق".

وبحث جلالة الملك ورئيس الوزراء كاميرون تطورات الوضع في سوريا، حيث أكدا ضرورة وقف العنف وسفك الدماء هناك، مؤكدين الحاجة الماسة للتوصل إلى حل ينهي معاناة الشعب السوري.

وشدد جلالته على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وشعبها، محذرا جلالته من التداعيات الكارثية للأزمة في سوريا على المنطقة بأسرها.

وعبر رئيس الوزراء كاميرون عن تفهمه حيال الوضع على حدود الأردن الشمالية، مؤكدا التزام بريطانيا بأمن واستقرار المملكة.

وأشاد بجهود المملكة المتمثلة باستقبالها ما يزيد عن 236 ألف لاجئ سوري، لافتا إلى إنه يدرك العبء الإضافي على الاقتصاد الأردني نتيجة لذلك.

وكان كاميرون أعلن أثناء زيارة قام بها إلى مخيم اللاجئين السوريين في الزعتري، عن تبرع بريطانيا بمبلغ 14 مليون جنيه إسترليني إضافي كمساهمة في جهود وخدمات الإغاثة للاجئين السوريين، وبذلك ترتفع مساهمة المملكة المتحدة الكلية إلى 53,5 مليون جنيه إسترليني. وتستهدف هذه المساعدات اللاجئين السوريين في دول الجوار بما فيها الأردن، وذلك من خلال المساعدة على توفير الملجأ والغداء والدواء والتعليم لهم.

وتناولت المباحثات مساعي تحقيق السلام في المنطقة، حيث اتفق جلالة الملك ورئيس الوزراء البريطاني على أهمية إحياء الجهود المستهدفة حل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وحثا الجميع على احترام مبدأ حل الدولتين، مؤكدين ضرورة التوصل إلى اتفاق حول القضايا الأساسية التي تهم الأردن كالأمن والحدود واللاجئين والمياه والقدس.

واستعرض جلالة الملك عبدالله الثاني خلال المباحثات، التي حضرها كذلك وزير الخارجية ناصر جودة ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري والوفد المرافق لكاميرون، الإنجازات الرئيسية التي حققها الأردن في مسيرة الإصلاح، وصولا إلى انطلاق تجرية الحكومات البرلمانية بعد الانتخابات المقررة في الثالث والعشرين من كانون الثاني المقبل.

واعتبر جلالته خلال المباحثات أن السنوات القادمة ستكون مهمة في تاريخ الأردن السياسي، حيث ستشهد تشكيل الحكومات البرلمانية ودورها في بلورة السياسات الهادفة إلى التغلب على التحديات الاجتماعية والاقتصادية، ابتداء بالإصلاح السياسي وحتى أزمة الطاقة.

وأكد جلالة الملك التزام الأردن الراسخ بمسار الإصلاح، الذي يضمن الشمولية واتساع قاعدة التمثيل والمشاركة.

وأشاد رئيس الوزراء كاميرون بجهود جلالة الملك لدفع عملية الإصلاح في الأردن قدما، مؤكدا دعم المملكة المتحدة لرؤية جلالة الملك المتعلقة ببناء ديمقراطية قائمة على التعددية الحزبية، والخطوات التي يتم اتخاذها حاليا لتطوير مؤسسات ديمقراطية تستمد دورها من تاريخ الأردن المميز.

وأعرب كاميرون عن تقديره للدور الذي تلعبه الهيئة المستقلة للانتخابات التي تأسست حديثا في الأردن، مشيرا إلى أن الانتخابات الحرة والنزيهة تعد خطوة مهمة على طريق الإصلاح السياسي.

وأكد كاميرون أن المملكة المتحدة مستمرة في تقديم الدعم للأردن على المدى البعيد مع استمراره في عملية بناء الديمقراطية الشاملة التي يطمح لها الأردنيون، معتبرا أن إنشاء أول محكمة دستورية أردنية مؤخرا يشكل معلما بارزا آخر في عملية الإصلاح القائمة.

وعبر عن استعداد المملكة المتحدة لدعم الأردن لتنفيذ برنامجه في الإصلاح السياسي والاقتصادي، وذلك عبر برنامج الشراكة العربي ورئاستها لمجموعة الثماني عام 2013، من بين الوسائل الأخرى.

وأعلن أن برنامج الشراكة العربي قد وفر التمويل، بالشراكة مع مؤسسة شل والشركة المتخصصة في تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة، غروفين، لتأسيس مركز المشاريع بهدف الاستثمار في الأعمال الصغيرة والمتوسطة. وسوف يخصص من خلال هذه المبادرة ما يصل إلى 30 مليون جنيه إسترليني للاستثمار في القطاع الخاص في الأردن.

كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني عن تعيين البارونة موريس أوف بولتون كمندوبة تجارية للمملكة المتحدة في الأردن والتي ستساعد على تطوير روابط تجارية أقوى وتعاون اقتصادي مثمر بين البلدين.

وقد أقام جلالة الملك عبدالله الثاني بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله مأدبة غداء خاصة عقب جلسة المباحثات تكريما لرئيس الوزراء البريطاني الذي اختتم زيارة عمل إلى الأردن استمرت يومين.