ذكرياتي مع النسور

سفيان الضو الكساسبه


في الغربة كنا نعيش سويا بغرفة سقفها (زينكو) حيث يتصبب المطر على مقتنياتنا وهي فرشة ولحاف وكأس (نقل) وببور على الكاز , كانت الغرفة لعجوز يرتسم على وجهها قسوة السنين , ذات التجاعيد التي تخفي خلفها قهر الايام وتلك الخطوط الخضراء على وجهها التي كانت تخيفك اذا جائتنا ليلا تسأل ان كنا جياع ....! (الله يذكرها بالخير )ويرحمها اذا كانت بجوار ربها وربما يكون الخيار الثاني هو الارجح .

بعد ان امضينا ما يقارب السنة ونحن نقتسم حتى سكائرنا ذات النوع الرديئ وجارنا الرمثاوي) فنان الطبخ الذي كان يقلي الخبز بالزيت لناكله مع الخبز ....! لا احد منا ينكر كم نمنا جياع يكسونا البرد في صحراء معان ...! وذلك فخر لنا , وكنا نردد جملة لن انساها ما دمت حيا (كله في سبيل الشهاده يهون ).. واذكر ايضا انك مازحتني ذات يوم وقلت لي سأتخلى عنك وساتركك في بؤرة الفقر وضجيج الالم وحدك وستذهب للدكتور عبد الله النسور ليأمن لك مقعد في جامعة قريبه من السلط انذاك كان دولتة نائبا بالمجلس .

وتححققت تلك المزحه واصبحت حقيقه وذهب عمر النسور وبقي سفيان يصارع وحشة الايام وحصل على الشهادة بعدها بشق الانفس .

اما الان لا اعلم عنك شيا الا انك قريب دولة رئيس الوزراء وربما انك اوشكت على التقاعد . اما انا فاصبحت كاتب (مخضرن) بلا عمل واناجي(بعد الله ) قريبك دولة الرئيس عبر المواقع الالكترونيه لكن لا مجيب يا صديق الغربه .

Sofyan.aldaw@yahoo.com