حكومات تعشق الازمات

توالت على الاردن في السنتين الماضيتين اربع حكومات اثارت ازمات وغضب شعبي لم يشهده الاردن منذ العام 1988 عندما اطاح الشارع الاردني بحكومة زيد الارفاعي , فجاءت حكومة سمير الرفاعي الابن ليعيد التاريخ نفسه حيث لم تلقى ارتياحا لدى الشارع الاردني الذي اطلق عليها عدة مسميات , ولم يمر اسبوع واحد والا نشهد مسيرات تطالب برحيل الحكومه فجاءت ابرز الازمات عندما وضعت مدونة السلوك الاعلامي التي اثارت غضب الصحفيين والغت الاشتراكات الحكوميه للصحف الاسبوعيه التي لم نشهدها منذ ذلك الوقت , فقام اصحاب هذه الصحف بأغلاقها , ولم تهدأ ازمات هذه الحكومه التي قام رئيسها بتعيينات بمناصب عليا للدوله , واجرت حكومة سمير الرفاعي الانتخابات النيابيه التي دارت حولها الكثير من الشكوك بتزوير الانتخابات , واثار وقتها رئيس الوزراء الحالي الدكتور عبدالله النسور زوبعه عندما قال ان لديه اثباتات وشهود بتزوير الانتخابات .


اما حكومة الدكتور معروف البخيت الثانيه التي لم تدم الا ثمانية شهور فأثارت الحكومه ازمة تهريب السجين خالد شاهين التي اطاحت بثلاث وزراء واثارت غضب واستياء الشارع الاردني الذي طالب برحيل الحكومه حيث انتصر جلالة الملك لارادة الشعب .


وجاءت حكومة القاضي الدولي عون الخصاونه الذي حمل بين حقائبه افكار لاهاي وجاء لعمان ليترجمها على ارض الواقع الذي كان غائبا عن الحياة السياسيه وعن هموم المواطن الاردني حوالي العشرون عاما فعصفت بحكومته ازمة المعلمين التي عجزت الحكومه عن حلها بسبب تعنت الحكومه ومحاولتها فرض سيطرتها وعدم فتح لغة الحوار مع المعلمين متناسيه بانهم يعدوابالجيش الثاني فشلت حركة المدارس واضرب المعلمون واصروا على موقفهم الى ان رضخت الحكومه وانشأت لهم نقابه كما ارادوا , وادخلت حكومة الخصاونه الشارع الاردني بأزمه جديده من تقربها من الاخوان المسلمين على حساب عملية الاصلاح, واثارت استقالة وزير العدل في حكومة الخصاونه زوبعه سارعت في رحيل الحكومه .


جاءت حكومة الدكتور فايز الطراونه الثانيه اقصر الحكومات عمرا في السنوات الاخيره التي لم تدم الا ستة اشهر فأثارت هذه الحكومه ازمات عديده , حيث اطلق عليها البعض بانها حكومة ازمات فأثارت هذه الحكومه ازمه بعدما رفعت اسعار المشتقات النفطيه فأثارت غضب الشارع الاردني الذي انتصر له جلالة الملك بتجميد قرار رفع اسعار المشتقات النفطية . واثارت حكومة الطراونه ازمه مع الصحفيين بسنها قانون معدل للمطبوعات والنشر الذي اخرجه النواب بامتياز والذي حجم الصحفيين وحجم قلمهم .


جاءت حكومة الدكتور عبدالله نسور والتي بالكاد ان تدخل بازمات حاده بعد التصريحات غير الساره للمواطن , فتصريحات الحكومه برفع الدعم عن المشتقات النفطيه وبعض السلع الاساسيه هي بحد ذاتها ازمه قد تدخلها بزوبعه ستخرجها من الدوار الرابع
في الحكومات المتعاقبه جاءت كتب التكليف من جلالة الملك دائما مع الشعب ومصلحة الوطن اولا واخيرا وتأكيد جلالته على الانجاز والارتقاء بحياة المواطن لكن يبدو ان الحكومات لديها مشكله بمجرد وصولها الى الدوار الرابع بتفسير كتاب التكليف بطريقه خاطئه وغير مدروسه وتكون النتيجه اختلاق ازمه مع الشارع الاردني تتسبب في النهايه الاطاحه بالحكومه انتصارا للمواطن دون اية انجازات تذكر .
كان الله في عون جلالة الملك والمواطن الاردني ولك الله يا بلدي .