مروان المعشر يكتب : كي تبدأ رحلة الألف ميل للقوى الثالثة في الأردن .
اخبار البلد - كتب مروان المعشر
اﻟﺨﯿﺎرات اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ أﻣﺎم ﺟﻼﻟﺔ اﻟﻤﻠﻚ ﻟﻠﻘﻮى (وﻻ أﻗﻮل
اﻷﻓﺮاد) اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ ﺧﯿﺎرات ﻏﯿﺮ ﻣﺮﻳﺤﺔ، ﻣﻦ ﻗﻮى
ﻣﺴﯿﻄﺮة ﻻ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ ﻷﻧﻪ ﻳﻤﺲ ﺑﻤﺼﺎﻟﺤﮫﺎ وإن ﻋﻠﻰ
ﺣﺴﺎب اﻟﻮطﻦ، وﻣﻌﺎرﺿﺔ إﺳﻼﻣﯿﺔ ﻟﻢ ﺗﻘﻨﻊ اﻟﻜﺜﯿﺮﻳﻦ أن
إﻳﻤﺎﻧﮫﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﺪﻳﻨﯿﺔ ﻻ ﺗﺸﻮﺑﻪ ﺷﺎﺋﺒﺔ.
ﻻ ﺑﺪ إذا، ﺷﺄﻧﻨﺎ ﺷﺄن ﻛﺎﻓﺔ دول اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ، ﻣﻦ
ﺑﻠﻮرة ﻗﻮى ﺛﺎﻟﺜﺔ ﺗﺤﺎول ﻛﺴﺮ اﺣﺘﻜﺎر ھﺎﺗﯿﻦ اﻟﻘﻮﺗﯿﻦ
ﻟﻠﻤﺸﮫﺪ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.
ستشهد اﻟﻔﺘﺮة اﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ﻋﺪة ﻣﺤﺎوﻻت ﻹﻳﺠﺎد ﻣﺜﻞ ھﺬه
اﻟﻘﻮى، بعضها ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻣﺴﺘﻘﻼ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻦ إﺣﺪى
اﻟﻘﻮﺗﯿﻦ، واﻟﺒﻌﺾ اﻵﺧﺮ ﺳﯿﺤﺎول ﺷﻖ طﺮﻳﻖ ﺟﺪﻳﺪ ﻻ ﻳﺪﻳﻦ
ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﯿﺔ ﻻ ﻟﻠﻘﻮى اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ وﻻ ﻟﻺﺳﻼﻣﯿﯿﻦ وﻻ
ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ أدﻳﺮت ﺑﮫﺎ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ،
واﻟﺘﻲ وﺻﻠﺖ اﻟﯿﻮم إﻟﻰ طﺮﻳﻖ ﻣﺴﺪود ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ
نجاحتها وإخفاقاتها ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ. ﺳﯿﺤﺎول اﻟﻜﺜﯿﺮون
ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺗﯿﺎرات ﺟﺪﻳﺪة أو ﻣﺘﺠﺪدة، ﺑﻌﻀﮫﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ رﺻﯿﺪ
أﺷﺨﺎص ﻗﺪ ﺗﺘﻌﺪى شعبيتهم مناطقهم اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﯿﺔ، واﻟﺒﻌﺾ
اﻷﻗﻞ ﻗﺪ ﻳﻄﺮح ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﺘﻌﺪى اﻷﺷﺨﺎص وﺗﻐﻄﻲ
ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﻦ طﯿﻒ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﻦ ﺗﯿﺎرات
ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ وﻟﯿﺒﺮاﻟﯿﺔ وﻗﻮﻣﯿﺔ وﻳﺴﺎرﻳﺔ وﻏﯿﺮھﺎ.
ھﺬا ﺑﺤﺪ ذاﺗﻪ ﺗﻄﻮر اﻳﺠﺎﺑﻲ، وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻗﺼﻮر ﻗﺎﻧﻮن
اﻻﻧﺘﺨﺎب اﻟﺬي إن ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﻟﻦ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﺜﻞ
ھﺬه اﻟﻘﻮى ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﻌﻘﻮل، ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﻲ أو اﻟﻤﻘﺒﻮل
ﺗﺮك اﻟﺴﺎﺣﺔ ﻟﻠﻘﻮﺗﯿﻦ اﻟﺮﺋﯿﺴﺘﯿﻦ وﺣﺪھﻤﺎ. اﻷﻣﻞ
أن ﻳﺠﻤﻊ ھﺬه اﻟﻘﻮى اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻗﺎﺳﻢ ﻣﺸﺘﺮك واﺣﺪ ﻋﻠﻰ
اﻻﻗﻞ؛ أن ﺗﺆﻣﻦ ﺟﻤﯿﻌﮫﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ ﻓﻌﻼ وﻗﻮﻻ.
ﻓﺈن اﻧﺘﻔﺖ
ھﺬه اﻟﺼﻔﺔ ﻋﻦ أي ﻣﻨﮫﺎ، ﺗﻜﻮن ﻛﻤﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻻﺳﺘﺒﺪال إﻗﺼﺎﺋﯿﺔ
ﺑﺈﻗﺼﺎﺋﯿﺔ.
ھﻨﺎك ﻗﻮاﻋﺪ أﺳﺎﺳﯿﺔ ﺑﺎﻋﺘﻘﺎدي ﻻ ﺑﺪ ﻟﻜﺎﻓﺔ اﻟﺠﮫﻮد اﻟﻤﺒﺬوﻟﺔ
ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﺧﯿﺎرات إﺿﺎﻓﯿﺔ أﺧﺬھﺎ ﺑﻌﯿﻦ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻟﻠﻮﺻﻮل
اﻟﻰ أﺣﺰاب ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻷردﻧﯿﺔ ﺗﺘﻌﺪى ﻋﻤﺮ
دورة اﻧﺘﺨﺎﺑﯿﺔ واﺣﺪة أو ﻗﺎﻧﻮن اﻧﺘﺨﺎب ﻣﻌﯿﻦ، ﻋﺒﺮ ﻣﺴﺎر
طﻮﻳﻞ وﻣﻠﺘﺰم وممنهج ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻮى ﻋﻮدھﺎ وﺗﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ
اﻟﺠﺪﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ. أھﻢ ھﺬه
اﻟﻘﻮاﻋﺪ:
ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺑﺮاﻣﺞ واﺿﺤﺔ وﺗﻔﺼﯿﻠﯿﺔ: ﻻ ﺗﺰال أﻏﻠﺐ اﻟﻘﻮى
اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻗﯿﺪ اﻟﺘﺸﻜﯿﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺗﻌّﺮف ﻧﻔﺴﮫﺎ ﺑﻤﺎ
ﺗﻘﻒ ﺿﺪه، اﻟﻘﻮى اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ أو اﻹﺳﻼﻣﯿﯿﻦ أو اﻻﺛﻨﯿﻦ
ﻣﻌﺎ، أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ھﻲ ﻣﻌﻪ. إن ھﺬا ﻏﯿﺮ ﻛﺎف ﺑﺤﺪ ذاﺗﻪ إْن ﻟﻢ
ﻳﻘﺮن ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﺑﺮاﻣﺞ ﺗﻔﺼﯿﻠﯿﺔ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﺣﺎﺟﺎت اﻟﻨﺎس وأوﻟﻮﻳﺎﺗﮫﻢ،
وﻳﺘﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮھﺎ ﺑﺎﻟﺘﺸﺎور ﻣﻌﮫﻢ. ﻛﻠﻤﺎ أﻋﻄﺖ ھﺬه
اﻟﺒﺮاﻣﺞ أﻣﻼ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ أﻓﻀﻞ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ رؤﻳﺔ واﺿﺤﺔ وﺗﺨﻄﯿﻂ
ﺳﻠﯿﻢ وواﻗﻌﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ اﻻﻛﺘﻔﺎء
ﺑﻤﺨﺎطﺒﺘﮫﺎ ﻣﺨﺎوف اﻟﻨﺎس ﻓﻘﻂ، ﺣﻘﻘﺖ ﻧﺠﺎﺣﺎ أﻛﺒﺮ ﻓﻲ
اﺳﺘﻘﻄﺎب اﻟﻨﺎس ﻟﮫﺎ. ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺮؤى ذات
أﺑﻌﺎد أﻳﺪوﻟﻮﺟﯿﺔ ﻓﻲ معظمها ﻣﻦ ﻗﻮﻣﯿﺔ وﺑﻌﺜﯿﺔ وﺷﯿﻮﻋﯿﺔ
وإﺳﻼﻣﯿﺔ وﻏﯿﺮھﺎ. اﻟﯿﻮم ھﻤﻮم اﻟﻨﺎس اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ
ﻣﺤﻠﯿﺔ، ﻣﻦ ﺗﺄﻣﯿﻦ اﻟﻮظﯿﻔﺔ وﺗﺤﺴﯿﻦ اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي
واﻟﻤﺴﺎواة أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن وﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻔﺴﺎد واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﺻﻨﻊ اﻟﻘﺮار ﻋﺒﺮ اﻟﺘﻤﺜﯿﻞ اﻟﻌﺎدل.
ھﺬا ﻳﺘﻄﻠﺐ ﺟﯿﻼ ﺟﺪﻳﺪا
ﻣﻦ اﻟﻘﺎدة ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﻛﺎة ھﺬه الهموم وﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ لها ﺿﻤﻦ أطﺮ مفهومة ﻟﻠﻨﺎس وﺟﺎذﺑﺔ
لهم .
ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻈﻢ ﺗﻌﻠﯿﻤﯿﺔ ﺟﺪﻳﺪة: ﻣﻦ أھﻢ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮى اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻻھﺘﻤﺎم ﺑﮫﺎ ھﻲ اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ،
ﻟﯿﺲ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﯿﺔ اﻟﻜﻢ ﻓﻘﻂ وﻟﻜﻦ اﻟﻨﻮع أﻳﻀﺎ.
ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ
ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ ويمارسها إْن ﻟﻢُ ﻳِﻌْﺪ اﻟﻨﻈﺮ
ﺟﺬرﻳﺎ ﺑﺄﻧﻈﻤﺘﻨﺎ اﻟﺘﻌﻠﯿﻤﯿﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻠﻘﯿﻦ وﻗﺘﻞ
اﻹﺑﺪاع وﺗﺴﻔﯿﻪ ﺗﻌﺪدﻳﺔ اﻟﻔﻜﺮ واﻟﺮأي، وﺗﺒﻨﻲ، ﻋﻮﺿﺎ ﻋﻦ٢٠١٢/١١/٤
ذﻟﻚ، ﺳﯿﺎﺳﺎت وﻧﻈﻢ و ﺑﺮاﻣﺞ وﻣﻨﺎھﺞ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻌﻠﻢ اﺣﺘﺮام
اﻵراء اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ واﻟﻨﻘﺎش اﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ
واﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ ﻛﻘﯿﻢ إﻳﺠﺎﺑﯿﺔ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺸﺠﯿﻊ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ
اﻟﻨﻘﺪي واﻟﻌﻠﻤﻲ وﺗﺮﺳﯿﺦ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻤﻮاطﻨﺔ واﻟﻤﺴﺎواة أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧﻮن.
اﻟﺒﻨﺎء ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻋﺪة: ﻣﺎ ﺗﺰال ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻘﻮى
اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻮطﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲُﺗﺸﻜﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أﻓﺮاد أو ﺟﻤﺎﻋﺎت
ﻧﺨﺒﻮﻳﺔ أوﻻ، ﺛﻢ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻗﺎﻋﺪة ﻻﺣﻘﺎ. ﻟﻘﺪ ﻧﺠﺢ اﻹﺳﻼﻣﯿﻮن
إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﯿﺮ ﻷﻧﮫﻢ اﻋﺘﻤﺪوا اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻷرض، ﻣﻊ اﻟﻨﺎس، ﻓﺘﻤﻜﻨﻮا ﻣﻦ ﺑﻨﺎء ﻗﻮاﻋﺪ ﺷﻌﺒﯿﺔ ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ.
وھﺬا ﻳﺘﻄﻠﺐ جهاد طﻮﻳﻼ وﻣﺜﺎﺑﺮا ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﺒﺢ أي ﺗﯿﺎر ﻣﺴﺘﻌﺪا ﻟﺘﺸﻜﯿﻞ ﺣﺰب ﺳﯿﺎﺳﻲ ﻣﺴﺘﺪام.
ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ ھﺬا،
ﻳﺘﻮﺟﺐ اﻟﻌﻤﻞ ﻟﺒﻨﺎء ﻗﺪرة ﺗﻨﻈﯿﻤﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻮطﻦ .
ﻟﻦ ﻳﺆﺧﺬ أي ﺗﯿﺎر ﺟﺪﻳﺪ ﺟﺪﻳﺎ ﻓﻲ اﻷردن ﻣﺎ ﻟﻢ
ﺗﻜﻦ وراءه ﻗﺎﻋﺪة ﺷﻌﺒﯿﺔ وﻗﺪرة ﺗﻨﻈﯿﻤﯿﺔ.
إﻳﺠﺎد ﻣﻮارد ﻣﺎﻟﯿﺔ ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ: ﻟﯿﺲ ﻣﻦ اﻟﺴﮫﻞ ﻷي ﻗﻮة
ﺛﺎﻟﺜﺔ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ دون ﻣﻮارد ﻣﺎﻟﯿﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ، وﺳﺘﺒﻘﻰ
ھﺬه ﻋﻘﺒﺔ رﺋﯿﺴﯿﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ أي ﺗﯿﺎر ﺟﺪﻳﺪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺢ
ﻓﻲ ﺟﻤﻊ أﻣﻮال إﻣﺎ ﺑﺄﺣﺠﺎم ﺻﻐﯿﺮة وﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻋﺪد ﻛﺒﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ (ﻳﻤﻜﻦ اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ھﻨﺎ ﻣﻊ اﻻﺗﺴﺎع
اﻟﺘﺪرﻳﺠﻲ ﻓﻲ ﻋﺪد مستخدميها)، أو ﻋﻦ طﺮﻳﻖ ﻣﺴﺎھﻤﺎت أﻛﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص.
وﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺘﯿﻦ ﻳﺠﺐ
أن ﺗﻜﻮن ھﺬه اﻟﻤﺴﺎھﻤﺎت ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ. ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ذﻟﻚ، ﻻﺑﺪ ﻣﻦ جهد ﻛﺒﯿﺮ ﻹﻗﻨﺎع اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص أن ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﻋﻠﻰ
اﻟﻤﺪى اﻟﻄﻮﻳﻞ ﺗﺘﺄﺗﻰ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ واﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎھﻢ ﻓﻲ ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت اﻟﻤﺴﺘﻘﺮة واﻟﻤﺰدھﺮة
ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﺪام.
اﻟﺘﺮﻛﯿﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺮاﻣﺞ، ﻻ اﻷﺷﺨﺎص: شهدت اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت
اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺻﻌﻮد أﺷﺨﺎص ﺣﺼﻞ ﻛﻞ منها ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻳﯿﻦ اﻷﺻﻮات ﻣﺜﻞ ﺣﻤﺪﻳﻦ ﺻﺒﺎﺣﻲ وﻋﺒﺪ اﻟﻤﻨﻌﻢ اﺑﻮ اﻟﻔﺘﻮح
وﻋﻤﺮو ﻣﻮﺳﻰ.
ﻟﻜﻦ ھﺬا ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة أن ھﺬا اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﯿﯿﺮه ﻟﺘﯿﺎر أو ﺣﺰب ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻘﺮوﻧﺎ
ﺑﺒﺮﻧﺎﻣﺞ واﺿﺢ وﻗﺪرة ﺗﻨﻈﯿﻤﯿﺔ وﻣﺎﻟﯿﺔ.
ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻘﺎوم اﻟﻘﻮى اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻟﻨﺰﻋﺔ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻟﻠﻈﮫﻮر اﻟﻤﻨﻔﺮد
ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺑﻨﺎء ﺗﻨﻈﯿﻤﺎت ﻣﺴﺘﺪاﻣﺔ.
ﺗﺠﻤﯿﻊ الجهود : ﻣﻦ السهل ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ اﻻﻋﺘﻘﺎد، وﻧﺤﻦ نشهد ﻋﻤﻠﯿﺔ ﺗﺤﻮﻟﯿﺔ، أن لديهم ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻜﺎﻓﺔ
اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ، أو أن ﻟﯿﺲ بوسعهم اﻟﻌﻤﻞ إﻻ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺘﻔﻘﻮن
معهم ﺑﺸﻜﻞ ﺗﺎم. ﺳﯿﺴﺎﻋﺪ ھﺬا اﻟﺸﻌﻮر ﻧﻈﺎم اﻟﻘﻮاﺋﻢ اﻟﻮطﻨﯿﺔ اﻟﻨﺴﺒﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺘﻪ اﻻوﻟﻰ واﻟﺬي ﺳﯿﺸﺠﻊ ﻋﺪدا
ﻛﺒﯿﺮا ﻣﻦ اﻻﻓﺮاد ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﯿﻞ ﻗﻮاﺋﻢ برئاستهم ، ﻟﻀﻤﺎن اﻟﻔﻮز ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت .
ﻓﻔﻲ ظﻞ ﻋﺪم ﺟﺎھﺰﻳﺔ ﻣﻌﻈﻢ
اﻟﻘﻮى اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻹﺳﻼﻣﯿﯿﻦ، ﻟﻦ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻘﻮاﺋﻢ ﻣﻦ إﻧﺠﺎح أﻛﺜﺮ ﻣﻦ رﺋﯿﺲ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ
أﺣﺴﻦ اﻻﺣﻮال .
وﻗﺪ شهدت اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﯿﺔ اﻟﺘﻮﻧﺴﯿﺔ ھﺬه اﻟﻈﺎھﺮة،
ﻓﺨﺎض ﺗﻠﻚ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت 116 ﺣﺰﺑﺎ، ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺢ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 11 ﺣﺰﺑﺎ منها ﻓﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻘﻌﺪ ﻧﯿﺎﺑﻲ، ﺑﯿﻨﻤﺎ
ﺣﺼﺪ ﺣﺰب النهضة اﻹﺳﻼﻣﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أرﺑﻌﯿﻦ ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﻣﺴﺘﻔﯿﺪا ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺘﺸﺮذم .
ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮى اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ إدراك أن اﻻﺧﺘﻼف ﻣﻤﻜﻦ ﺑﻞ ﺻﺤﻲ
داﺧﻞ اﻟﺤﺰب اﻟﻮاﺣﺪ طﺎﻟﻤﺎ ان اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺘﻔﻖ
عليها إن أرادت ھﺬه اﻟﻘﻮى ﺗﺠﻤﯿﻊ جهودها وﺗﻌﻈﯿﻢ مكاسبها .
ھﺬا اﻹدراك ﻏﺎب ﻟﻸﺳﻒ ﻋﻦ اﻟﺪوﻟﺔ اﻷردﻧﯿﺔ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻻﺧﯿﺮة، ﻓﺒﺎﺗﺖ ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ ﺗﻘﺒﻞ أي اﺧﺘﻼف ﻓﻲ
اﻟﺮأي داﺧﻞ أبنائها .
اﺗﺒﺎع ﺳﯿﺎﺳﺔ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﻄﻮﻳﻞ : ﻟﻦ ﻳﺘﻢ ﺑﻨﺎء ﻗﻮى ﺛﺎﻟﺜﺔ
ﺑﯿﻦ ﻟﯿﻠﺔ وﺿﺤﺎھﺎ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﺣﯿﺚ ﺧﺒﺮة اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻟﻤﻨﻈﻢ ﻗﺼﯿﺮة أو ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ .
ﻟﯿﺴﺖ ھﻨﺎك ﻣﻦ طﺮق
ﻣﺨﺘﺼﺮة. ﻣﻦ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺤﺰﺑﻲ ﻟﻤﺠﺪ ﻓﺮدي، اﻷﻏﻠﺐ اﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻨﺎﻟﻪ، ﻓﺎﻟﺒﻘﺎء ﻟﻼﻟﺘﺰام اﻟﻄﻮﻳﻞ والمنهجي ،
وﻟﻠﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎﻛﻲ اﺣﺘﯿﺎﺟﺎت اﻟﻨﺎس وﺗﺴﺘﻄﯿﻊ تلبيتها .
ﻗﺪ ﻻ ﻳﺆﺗﻲ ھﺬا الجهد أﻛﻠﻪ ﺿﻤﻦ ﺣﯿﺎة ھﺬا اﻟﺠﯿﻞ ، وﻟﻜﻨﻪ
ﺟﮫﺪ ﺿﺮوري إن أردﻧﺎ أان ﻧﺘﺮك وطﻨﺎ ﺗﻌﺪدﻳﺎ دﻳﻤﻘﺮاطﯿﺎ .
ﻣﺰدھﺮا ﻣﺴﺘﻘﺮا ﻷﺑﻨﺎﺋﻨﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﻮدوا ﻳﻨﺘﻈﺮوﻧﻨﺎ
ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل ﻟﻠﺒﺪء بهذا اﻟﻤﺸﺮوع.
ھﺬه ﻣﺴﺎھﻤﺔ أرﺟﻮ أن ﺗﺮى طريقها ﻟﻠﻨﻘﺎش، ﻓﻜﻢ ﻗﯿﺪﻧﺎ
اﻟﻔﻜﺮ وسفهنا اﻷرﻗﺎم ...