(وورلد تريبيون): هزيمة المعارضة السورية بحلب تمثل كارثة لتركيا وقطر

ذكرت صحيفة (وورلد تريبيون) الأمريكية فى عددها الصادر اليوم السبت أنه على الرغم من الدعم الذى تحصل عليه المعارضة السورية من تركيا وقطر، إلا أنها أصيبت بهزيمة استراتيجية أثناء محاولتها السيطرة على مدينة حلب - كبرى المدن السورية- مما يمثل كارثة بالنسبة إلى تركيا وقطر.

ونقلت الصحيفة - فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى- عن مصادر دبلوماسية غربية قولها "إن المعارضة السورية أظهرت أوجه قصور عديدة من خلال فشلها فى السيطرة على مدينة حلب فى شهر أكتوبر الماضى.

وأضافت الصحيفة أن هزيمة المعارضة السورية -التى يغلب عليها الطابع السنى- تمثل هزيمة لأنقرة والدوحة، ويمكن أن تؤدى إلى إعادة تقييم للحرب الأهلية فى سوريا، حيث قامت تركيا بتدريب وتجهيز المعارضة لهذه المعركة، ولكن النتيجة جاءت بمثابة الكارثة على أنقرة.

وأكدت المصادر الغربية، أن نحو ألف شخص من المعارضة تم تجهيزهم بشاحنات صغيرة للنقل، ومعدات مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات، وذلك للتقدم تجاه مدينة حلب، وتم التوجه إلى المدينة من عدة اتجاهات فى 25 أكتوبر الماضى، ولكن فى غضون 24 ساعة، واجهت المعارضة مقاومة عنيفة من قبل الميليشيات العسكرية التابعة لنظام الرئيس السورى بشار الأسد.

وأشار مصدر غربى - من الذين شاهدوا المعركة- إلى أن الجيش السورى لم يلعب دورا رئيسيا فى القتال، إلا أن السبب الرئيسى للهزيمة يرجع إلى المجموعات الكردية والمسيحية وكذلك مجموعات السنة فى المدينة التى تكن مشاعر كراهية للعناصر الجهادية داخل المعارضة السورية أكثر من كرهها للأسد نفسه حسب قول الصحيفة.

وقالت المصادر إنه فى غضون 48 ساعة تراجعت المعارضة من 6 أحياء قرب مدينة حلب، وقامت الميليشيات المتحالفة مع حزب العمال الكردى بقتل مئات من الجهاديين والقبض عليهم، حيث أرسل حزب العمال الكردستانى والحكومة الكردية فى شمال العراق مقاتلين إلى سوريا لوقف زحف الجهاديين إلى حلب،التى ترعاها تركيا.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن تركيا وقطر تسعيان إلى القضاء على نظام الأسد من خلال جلب أو إثارة أزمة إنسانية لإجبار أمريكا على التدخل العسكرى فى سوريا، ولكن بعد هزيمة المعارضة فى حلب ستقوم أنقرة والدوحة بإعادة تقييم الأمور مرة أخرى.