الراعي والذيب

الراعي والذيب

تقول الحكاية بأن راعي تعود على رعي أغنامه بعيدا عن قريته ، ومن شدة الملل خطرت في باله حيلة ، وهي أن يقوم بمناداة أهل القرية وافزاعهم واخبارهم بوجود ذئب يهاجم الأغنام .

وبالفعل أصبح الراعي يصيح وينادي " الذيب ... الذيب .. ألحقوني يا ناس " .

وما أن سمع أهل القرية صراخ الراعي حتى هبوا لإنقاذ الراعي وأغنامه وقتل الذئب ، محملين بأسلحتهم وعصيهم ، وما أن وصلوا إلى المرعى حتى تفاجؤا بعدم وجود ذئب من أساسه فعادوا إلى بيوتهم وأعمالهم على أنغام ضحك واستهزاء الراعي بهم .

تكررت أفعال الراعي (الماسخ) وفي كل مرة يهب "الحزانى" لنجدته ليكتشفوا من جديد أنها ليست إلا ألاعيبا من ألاعيب الراعي (بارد الوجه وقليل الحيا) .

وفي مرة من المرات هاجم الذئب - حقيقة - قطيع الراعي ، فأخذ يصيح وينادي على أهل القرية ، لكنهم هذه المرة – ورغم سماعهم لصراخه واستغاثاته – لم يحضرو لمساعدته وانقاذ أغنامه ظانين في قرارة أنفسهم أنه كالعادة (كذاب) .

فالتهم الذئب القطيع وأصبح الراعي يعض أصابعه ندما على أفعاله السابقة .


الحال الذي نحن عليه لا يختلف كثيرا عن قصة الراعي والذيب ، فكلما دعا أحدهم للإصلاح ... للتجديد ... للتغيير .... وتمادى فطلب فرصة للتحسين ، ظنوه ذلك الراعي " بارد الوجه " فسدوا في وجهه الباب وتركوه يتحمل أخطاء وأفعال الذين سبقوه .


حتى معي ... ما زالت لعنة الراعي تطاردني ... رغم أن الذئب أصبح قطيعا من الذئاب .

المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com