رحيل سنديانة ... إلى اللذين رحلوا هناء عياد وشاعر الأردن حبيب زيودي ... بقلم الشاعر مؤيد صباهي

اخبار البلد - مقدمة احمد الغلاييني - شعر الشاعر مؤيد صباهي 

حينما غردت عصفورة تطوف حول الحجر الاسود توزع الدعاء والرجاء والابتهال، ان يوفق الله أصدقاءها وأهلها واحبابها ناسية نفسها، وانها بحاجة الكل أن يدعوا لها .
كانت الحب وزهرة الياسمين كانت توزع الابتسامة والامل في نفوسنا

كانت ملاكاً طاهراً .. وصاحبة النور والوجه الابيض .. كانت براءة الأطفال وقوة الكبار ...
هناء أنتِ الهناء والامل انت معلمة تعلمينا كيف نصبر ونؤمن بالله ايمانا حقيقيا كنتِ خير من علمنا كيف تكون شجرة السنديان قوية والنخيل عالياَ والزيتون معطاءاَ

انت تلك الزهرة التي لا تذب فانت عطر الليل وعذوبة الياسمين
انت الفرحة والإبتسامة وبركة الدار والاهل والزوار وانت ابتسامة الاصدقاء

هناء : علمتنا كيف نصبر وان السرطان مجرد "هبل" ليس أكثر
كنا أقوياء بكِ ، وفي ذكراكِ سنبقى كذلك .


رحيل السنديانة ..

يا سِندِيانَةُ يا أَوجاعَ تِشرِينِ // و يا حَفِيفَ صَبَا يَبكي فيُبْكِيني

لوَّحْتِ غُصنَكِ إذْ هبَّ الفِراقُ و لمْ // أحظَ العِناقَ فوا يُتمَ الحَساسِينِ

قد ضمّكِ الغَيمُ مُشتاقاً و ضِحكَتُهُ // إطلاقُ خُلدِكِ من مُستنزَفِ الطّينِ

أَعْلاكِ فوقَ جَناحَيْ سَوسَنٍ و رُؤىً // خضراءَ عصبتها من غزلِ دَحنُونِ

و طارَ يرقى إلى العلياءِ مُنتشياً // إذ نالَ ظلّاً يُفيّي ضَحْوَةَ العِينِ

ما غِبتِ بلْ زاغتِ الأَبصارُ عنْ سَببٍ // أدناكِ قابَ ظلالِ الكافِ و النُّونِ

يَأوي إِليكِ مَلاكُ الحَرْفِ ذاتَ صَفَا // لِيُرسِلَ النّايَ أُنْساً للمساكينِ

...

يا رعشةَ الدّفءِ في جلبابِ ذاكرةٍ // يا شمعةَ الحُبِّ في عَتمِ الشرايينِ

يا حَبلَ صوتي إذا ما هزّهُ شَبَحٌ // يستدرِجُ الآهَ من خِدرِ المَضامينِ

في هدأةِ العمرِ كم تغفو الرّواةُ ... و لا // تغفو الحكايةُ في نبضِ العناوينِ