حوارات بداعي الوجع

كلنا إيمان ويقين بأن الموت حقيقه ثابته واضحه قاطعه لا تحتمل التأويل والتسويف لكن بلحظات إقتراب هذه الحقيقه من شخوص ييبتكرون ويساهمون بتشكيل حقيقة أرواحنا ونفوسنا ووعينا الجمعي نتمنى أن يصبح للموت حواس شفافه وعقل مدرك حتى نخوض معه حوارات مطوله وأحاديث لا تنتهي قد تصل حد الجدل الذي لا غايه منه إلا المماطله والتسويف والتعطيل لمهمة الموت ...ربما سنقول له بأن فلان يرتبط بمواثيق مع الآخرين وعقود وعهود وإلتزامات لا يمكن لاحد آدائها بعده ، سنجتهد بإقناعه بأن فلان روحه مثخنه بالجراحات وجسده أنهكته الآهات والموت مخلص له لذا لا تعاقبه بالموت لانه يرى فيه نعمه لا نقمه وحياه لا موت ..سأقترب منه وأقول بكل حزم من أتيت لأخذه كائن يحمل من الفوضى ما يكفى لإزعاج أهل البرزخ وتوليد الكثير من الأرق لسكينتهم لذا دعه هنا ليداعب الصخب ويؤنس القلق ..أنا على يقين بأنه لن يدرك كلامي ولن يفهم فحوى توسلاتي لكن سأقول آخر مبرراتي له وربما أكثرها وجع لي سأقول يا موت دعه يتمتع بعمر طويل بداعي الشاعريه وفرط الإحساس والتوجع بحين أتمنى أن يعفى البعض من الكثير من التبعات والعقوبات لا لشيء إلا لشفافية أرواحهم وطراوة أرواحهم التي تبقى بحالة إنحباس لضيق الافق وكثرة الآءات وفوضى الآخرين الذين يحترفون الجعجعه ويتقنون التهويش ولفت الإنتباه .. بحين من يتقن الصنعه لا يجيد ترويج قطعته النفيسه ومن يجيد فن التسويق يحسن صناعة شيء من الاشيء فيلمع نجمهم ويذيع صيتهم ..رغم كل ما سبق يحضر الموت بسطوته التي يغلفها عنفوان وهيبة الصمت ويسرق منا كل من كانوا سبب لضجيج محبب بحياتنا ومحور لتوليد أحداث بحجم الحياه ...من الجميل أن نحتفي بموت من فاتنا الإحتفاء بهم وهم على قيد النفس والحياه ........غاب من كتب صباح الخير يا عمان لكن لن تعجز عمان عن إلقاء التحيه عليه بكل حين فهو أوثق رباطها بقيد التعلق به لذا ستبقى عمان بجبالها السبعه تنحني كل صباح لتوشوش تراب العالوك بأن صباح الخير عليك يا حبيب يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا ...


لينا خليل العطيات.