رسالة الى دولة رئيس الوزراء الأكرم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد،
ينتقد معظم أصحاب المؤسسات عندنا مخرجات الخريجين الجامعيين الجدد، ويصفونها بأنها تتأصل فيها فجوة خطيرة تتمثل في عدم قدرة الخريج على إقناع صاحب العمل بإمتلاك الخريج الجديد القدر اللازم أو المعقول من المعرفة، والتي تتجاوز متطلبات المقررات الجامعية.

ولتسهيل المسألة، قدّم أحد أصحاب المؤسسات مثالا حيا كالتالي:
عندما تمّ إستدعاء الخريجين الجدد للمقابلة، قام خريج واحد، من بين عشرين، بزيارة موقع الشركة الإلكتروني للتعرف على الشركة، وقراءة كافة المعلومات عنها قبل موعد المقابلة بيومين.

في حين قدّم صاحب مؤسسة أخرى مثالا أخر يتعلق بعدم قدرة الخريج على كتابة رسالة رسمية قصيرة بإستخدام خدمة البريد الإلكتروني.

وذكر أخر بأن معظم الخريجين يفتقرون الى إمتلاكهم المعرفة حول ما يدور في المؤسسات، بعبارة أخرى ليس لديهم أدنى معرفة بأصول البيع، أو الشراء، أو التعامل مع المصارف، أو العمليات المحاسبية البسيطة، أو قدرا معقولا من الثقافة التسويقية أو الإدارية، أو معرفة المصطلحات التجارية الرئيسية البسيطة.

وعبّر مسؤول آخر عن دهشته بسبب عدم معرفة خريج كلية الهندسة معنى مجلس إدارة Board of Directors باللغة الإنجليزية في العصر الرقمي الذي نعيش فيه .

لقد توصلنا كمتحاورين الى ضــــــرورة إيلاء الإعلام، وجامعاتنا، ومؤسساتنا ذات العلاقة، والأهل، والأبناء ما قد تمّ بيانه آنفا الأهمية التي تستحقها، وبما يساهم في زيادة فرص قبول الخريجين من قبل أصحاب الأعمال في الداخل والخارج الذين يبـــــحثون عادة عن القوى البشرية الإستثنائية، القادرة على منافسة آلاف الخريجين في كل عام، " المتفتحة عقولها جيدا وكما ينبغي " !

لقد كتبنا أكثر من مرة عن موضوعي الفقر والبطالة وغيرهما من المظاهر المؤرقة في مجتمعنا العزيز، وذكرنا بأن الفقر يولّد بطالة، والبطالة تولّد الفقر، ولا يمكن بأي حال من الأحوال التغلب على الظاهرتين دون تخطيط إستراتيجي على مستوى الدولة، يأخذ بعين الإعتبار الأفكار التي نتناولها بشكل شبه يومي من خلال مقالاتنا (وهذا المقال بحد ذاته معني بهذه المسألة بشكل مباشر) التي تُنشر على مواقعنا الإلكترونية الأردنية، كما ويأخذ بعين الإعتبار جودة وفاعلية التنفيذ للخطة الإستراتيجية (المتقنة الإعداد).

نأمل أن يتعاون الجميع، كما ونأمل أن يكون هناك برامج وطنية تنجز أهدافا (نهايات) محددة، تؤهل وتُعدّ الخريجين إعدادا كافيا ولائقا في الموضوعات الحيوية من: لغة إنجليزية تجارية (محادثة وكتابة)، مبادئ المحاسبة، معرفة معقولة في الإدارة والتسويق ومضمون البنوك ولمحة عن الإقتصاد، تصنع قفزة نوعية يتحدث عنها إقتصادنا.

إن الجهود المبذولة حاليا من خلال بعض المؤسسات مشكورة، لكنها غير كافية وغير شاملة.

ننتظر بفارغ الصبر تأسيس المركز الوطني لإعداد الخريجين بالسرعة الممكنة.