فرحة ليس لها معنى ...!!!

فرحه ليس لها معنى ...!!!

قبل الأمس فرحت أمتنا بعيد الأضحى المبارك ، حيث اشترى جموع المسلمين أُضحياتهم ليتقربوا بها إلى الله تعالى ، ذبحوا خرافهم ، وخرجوا من بيوتهم ليصلوا أرحامهم ، وبعدها خرجوا إلى الحدائق والمتنزهات مع عائلاتهم ، فرحين بعيد الأضحى المبارك ، لعبوا ركضوا تحدثوا وضعوا اللحوم على المناقل ليشووها ، ثم أكلوا وانصرفوا إلى بيوتهم ، حيث مأواهم ومسكنهم ، متناسين ما يجري في الوطن من ويلات وبكاء الثكالى وصراخ اليتامى ، وعويل العاجزين والغلابة والفقراء ، فكيف يكون للعيد طعم ؟ وجيرانك غرقا بالبكاء بسبب الفقر الذي جعلهم بلا غطاء ، كيف يكون للعيد نكهة ؟ وهم راكلين خلفهم جراح الأمة وهمومها ، فالأقصى يئن ، ومعالمه تغيرت ، وأسواره هودت ، ومنابره تبدلت ، وأبناؤه هويتهم طمست ، وجاء العيد تلو العيد ومازلنا نقول : والعادم القادم والأقصى عائد لنا ...!!! حفظ عدونا الكلمة ، وفهم الحكاية ، وأتى العيد بعد العيد ، وما زال أقصانا أسير ، فكيف يكون للعيد معنى ؟ وهناك في سوريا جروح تنزف ، وشيوخ تعدم ، ونساء تغتصب ، وأطفال شردوا ويتموا ، كيف يكون للعيد فرحه ..؟؟ وأمتنا مازالت تصرخ ، والعملاء فيها قضوا على حاضرها ومستقبلها ودفنوا ماضيها ، وأبناؤها في العيد بين الملاهي والمشاوي متناسين ما بها من جراح ، ثم يتصافحون قائلين لبعضهم البعض : والعيد القادم وأمتنا عائد لها عزتها وكرامتها ...!!! بصم أعدائنا الكلمة ، وفهموا القصة ، وعرفوا كيف يديروا اللعبة ؟ وأتى العيد تلو العيد ، وما زالت أمتنا في الحضيض ، فالفرح في العيد مطلوب ، واللعب شيء محبوب ، ولكن تذكر جراح أمتنا شيء له في النفس معنى وقيمه ...!!! ، ولكن الكلام وحده لا يفيد ، فكم دعونا الله ولم يستجب لنا ؟ وكم تحدثنا ولكن بلا فائدة ؟ باختصار نريد عملا وفعلا حتى يتحرر أقصانا ، وتعاد لامتنا هيبتنا ، فالكلام ليس له معنى إذا لم يتبعه فعل على الفور ، فأعدائنا يعرفون أننا أمة كلام كبير وخطير ، ولكنه يخلو من جوهر التطبيق ، ففرحة العيد ليس لها معنى ، إذا لم يكن الأقصى بحوزتنا والكلمة لأمتنا .............


بقلم : محمود العايد