أكثر من 3 ملايين حاج يجتمعون في "عرفة"

أخبار البلد

في مشهد إيماني جليل، تجمع أمس أكثر من 3 ملايين حاج على جبل عرفات، ليشهدوا الوقفة الكبرى عند جبل الرحمة ولأداء الركن الأعظم من الحج وسط احتياطات أمنية مشددة.

وارتفعت أصوات ألوف المسلمين مؤلفة أمس بلهجات متعددة تردد التلبية "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك" في موكب إيماني مهيب.

واندفعت جموع الحجاج الذين لبوا النداء من كل أنحاء العالم رجالا ونساء شيبا وشبابا في لباس الإحرام، بعضهم ماشيا وبعضهم في حافلات وألسنتهم تلهج بالدعاء وطلب المغفرة وتردد بلا توقف التلبية، ليتحول جبل الرحمة والمنطقة المحيطة به الى موجة مد بشري بيضاء لا فرق فيها بين غني وفقير ولا أبيض أو أسود ولا عربي أو أعجمي.

وكان، النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ألقى في مثل هذا اليوم التاسع من ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة (الموافق 632 ميلادية) خطبة الوداع قبل حوالي شهرين من وفاته.

ووسط ازدحام غير عادي طوال ساعات ليله أول من أمس، لم تتوقف آلاف الحافلات والقطارات التي تقل الحجيج الى عرفات مباشرة، لينتقلوا فور وصولهم مشعر عرفات الى خيامهم التي أعطيت أرقاما وعلامات مميزة لبعثة كل دولة.

وبعد الاستماع لخطبة عرفة في مسجد نمرة، صلى الحجاج الظهر والعصر قصرًا وجمعًا فى وقت الأولى بآذان واحد وإقامتين لفعله صلى الله عليه وسلم، وتفرغوا بعدها للدعاء والتضرع والابتهال إلى الله تعالى وهم في منازلهم من عرفة، وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.

ووقف الحجاج على صعيد عرفات، ومع غروب الشمس بدأ الحجيج نفرتهم الى "مزدلفة" لجمع الجمرات استعداداً لرمي جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر اليوم الجمعة أول أيام عيد الأضحى، ثم يقومون بالطواف بالبيت العتيق أداء لركن من أركان الحج وهو طواف الإفاضة، ومن ثم الحلق أو التقصير ونحر الهدي والأضاحي.

وتأتي بعد ذلك أيام التشريق الثلاثة (السبت والأحد والاثنين) التي يمكن للمتعجل العودة إلى بلده لظرف ما، وأن يختصرها إلى يومين فقط. ويقوم الحاج في أيام التشريق بالخصوص برمي الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى) بسبع حصيات مع التكبير رمزا لرفض غواية الشيطان، وينهي الحاج مناسكه بطواف الوداع حول الكعبة.