رسالة إلى صديقي في العيد

رسالة إلى صديقي
بقلم : أحمد نضال عواد.

صديقي العزيز ، أبعث إليك برسالة عبيرها المحبة ، وعبقها شوق ولهفة للقياك عمّا قريب ، إنّ العيد في هذا العام مختلف عن الأعوام الماضية ، فبلدان عربية تتغير ، وأنظمة تتبدل وتتحوّل ، ودماء تسفك ، وجيوش تنهار ، والأقصى ما زال أسير ، وتبقى عمّان كما هي آمنة من الشّرور ، ويسودها الوحدة والوئام .

لن أنكر وجود المعوّقات والعثرات ، ولكنّها عابرة لها حلول ، وليست بالمقلقة بوجه عام ، وليست بالخطر الذي يهدّد السّلامة والأمان ، ونسأل الله حلّها ، كما ونسأله أن يغيّر الحال للعرب والمسلمين إلى أفضل حال .

تسامحنا مع بعضنا جرّاء أفعالنا الخاطئة تعدّ من أهم الخطوات الرّامية إلى الإصلاح الشّامل ، وبث روح الوحدة والقوّة ، ففي التسامح وطيّ صفحة الماضي الذي يحتوي على مشاكل وخلافات ، وعلى صراعات وقتالات ، وفتح صفحة جديدة ناصعة البياض ، لها عنوان واحد ، هو أنّنا أخوة مهما حصل وجرى ، ومهما حدث من اختلاف أومعارضات.

صديقي ، اجعل الخير والمعروف في نفسك وعملك، واجعل أخلاقك منبعا للحديث عنك ، والإشارة إليك ، فكثرة الكلام في غير موضعها سبيل للإفساد ، والتمسك بالثمين أمر جميل ، ولا أثمن من وطن احتضنك في أرجائه ، وعلّمك على ترابه ، وأطعمك من ثماره ، فلتحافظ على أمانه ورخائه ، فأخذ القليل خير من ترك الكثير.

في عيد الأضحى المبارك أرسل إليك بتهنئتي الخالصة لك ، والتي أتوق لتلقي ردّها ليس بورقة وكتابات ، وإنّما بأفعال تجسّد ، وإنجازات تشيّد ، وكلّ عام وأنت بخيـــر .