عندما يتحدث الملك........ عندما يعفو الملك
حديث جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقائه الفعاليات الشعبية في الديوان الملكي الهاشمي العامر يوم الثلاثاء و من خلالهم ابناء الشعب الاردني جميعا، نابع من قلب عربي مسلم طاهر وضمير نقي مؤمن بارادة الله ومشيئته جاء في مرحلة يواجه الوطن فيها تحديات تتطلب منا جميعا الوقوف وقفة واحدة وصفا واحدا نضحي بما نستطيع في سبيل مصلحة الوطن، والاستجابة لطلب المرحلة والظرف الذي يعيشه الوطن باكمله ،همنا الحق والعدالة والاصلاح وانجاح معركة الانتخابات البرلمانية القادمة في اجواء من النزاهة والشفافية التي اكدها جلالته في حديثه .واختيار هذه اللحظة التاريخية للحديث ليس من قبيل الصدفة بل تاتي في محطة هامة ونحن مقبلون على تجربة ديمقراطية جديدة وحكومات برلمانية منتخبة وهي المرحلة الحاسمة في مسيرة الاردن الكبير .الملك يدرك منذ البداية ان الانتخابات القادمة تشكل العمود الفقري للمرحلة القادمة، ومن هنا كان حرص جلالته ان لا تفوت الفرصة على احد للمشاركة ،ولا ندخل في النفق المظلم الذي دخله غيرنا وراينا جلالته يتوجه الى كل فرد وجماعة في هذا الحمى الاصيل مطالبا تحكيم العقل والضمير عند التفكير بمستقبل الاردن والتمييز بين البرامج والافعال فيما يتعلق بمسيرة الاصلاح ،مشددا على ان ليس من حق اي فئة الادعاء بالحق وان غيرها على باطل ، او ان تتحدث باسم الاردنيين جميعا مبقيا الابواب مشرعة امام الجميع لاعادة التفكير بالمشاركة في التغيير من خلال المجلس التشريعي القادم لان ذلك كحق للجميع .و حديث جلالته واضحا بانه من الواجب التمييز بين معارضة وحراك ايجابية ومعارضة وحراك سلبي لا يخدم مسيرة الاصلاح ومستقبل الوطن ليضع حدا لمزاعم البعض في الحراك الدائر على الساحة الاردنية والذي خرج عن المطالبة بالاصلاحات ليتعداها بشعارات عبر عنها جلالته بالقول ان الحكم للهاشميين مستمد من الشرعية التاريخية والدينية بنسبهم الى الجد الاكبر الرسول محمد علية الصلاة والسلام، وان الحكم له ليس مغنما ،بل مسؤولية يتحملها كما تحملها الاباء والاجداد من بني هاشم على مدى العصور والتاريخ لياتي الحديث دعوة للاردنيين للتحلي بالحس والوعي الوطني وضرورة العمل باخلاص ومحبة وتفاني لاستكمال اي نقص تم اغفاله ،وتجاوز اي مواقف مسبقة تعيق مسيرة الاصلاح التي تؤسس لمرحلة ديمقراطية عمادها الانتخابات التشريعية ،وجاء الحديث الملكي رسالة واضحة للمحافظة على الصلات القائمة بين كافة مكونات المجتمع الاردني وفي مقدمتها الهاشميون والمحافظة على الوحدة القائمة بين الحكم والشعب وتماسكها لمصلحة الوطن ،فكانت كلمات جلالته صوتا جريئا في الحق لا يهادن ولا يساوم على حق وعدالة ،معبرة عن صدق المشاعر والتحام القيادة بالشعب حينما قال جلالته بانه عاش العسكرية كأي فرد في القوات المسلحة التي مكنته من التعرف عن قرب الى الشعب والاحساس بقضاياه وهمومه ،هذه العبارات تفرض علينا تجديد العهد لجلالته ،عهدا سعيدا يتسم بطابع العزم والتضحية والعمل لتحقيق الخير للوطن في ظل الشعار الذي يطرحه جلالته ..الاصلاح مطلبنا والخدمة غايتنا ووحدة الكلمة والصف املنا ورجائنا في بناء المستقبل الواعد للاجيال القادمة، بنظرة ملكية قوامها التفاؤل والاستبشار بالمضي قدما على طريق البناء، اسرة واحدة متحابة متكافلة متعاونة على الخير تفوت الفرص على المشككين في قدرتنا على احداث التغيير المطلوب . ولا يفوتنا هنا الاشارة الى امر جلالته المتزامن مع حديثه اليوم بالايعاز الى الحكومة بالافراج عن كافة معتقلي الحراكات والمسيرات ، والذي استقبله الاردنيون بفرح غامر ،معتبرين المبادرة الملكية تاكيدا لنهج التسامح الذي هو اصل متأصل في بني هاشم ،وشيمة من سيم الهاشميين، لتبقى عادات الفضل والخير في آل هاشم كما هي، لا يغيرها تقلب الزمان، ولا ينتقص منها تفاوت الاحداث ،بل تزداد مع الايام رسوخا وصفاء ونقاء .واذ يبارك الاردنيون هذه الخطوة لما لها من دور في هذه الظروف ،خاصة ونحن على ابواب عيد الاضحى المبارك في اراحة النفوس وتصفيتها وما تحمله من دلالات على تسامح الهاشميين وقربهم من ابناء شعبهم ،ليؤكدون بان الاسرة الاردنية تبقى في ظل الراية الهاشمية متراصة متراحمة ،لا يفسدها مفسد ولا يعكرها عابث او مارق وهو ما اكده جلالة الملك في اللقاء بان النظام هو الدولة بكافة مكوناتها ومؤسساتها ،وتؤكد من جديد على ضرورة بقاء الحراكات سلمية في النهج والتعبير والابتعاد عن التجريح والاتهام للهيئات والاشخاص .واخير يقول لسان حال الاردنيين بعد لقاء الملك بان شعبك سيدي يوظف جميع طاقاته وجهوده للعمل الجاد والوقوف من خلفك وامامك في معركة المصير التي يواجهها الوطن ونواجهها نحن معك بنوع جديد من الوعي والثبات على المواقف والرسوخ على الواقع ،بعيدا عن المواقف العدمية المتشدقة بشعارات فظفاظة لا هم لها الا المعارضة من اجل اثبات الوجود "انا اصرخ اذا انا موجود" بعكس ديكارت ،ويعاهدك الاردنيون يا سيدي بالعمل بكل قوة على اشاعة روح المشاركة الفعالة والكبيرة في الانتخابات القادمة دون الالتفات الى نعيق الغربان وازيز الجرذان من التابعين المارقين والخارجين على الصف الاردني لتبقى الهامات مرفوعة والمسيرة بقيادتكم سائرة بخطى ثابتة في تحقيق المستقبل الزاهر لاردننا الغالي العزيز.