هل نسيتم يا عرب ...؟؟؟

المتأمل في حال أمتنا العربية ، والناظر إلى أبنائها وأفرادها يرى أنها أمة آنية لحظية ، تبكي وقت الحدث ، وتنسى أن تعمل لصد الحدث في المستقبل ، تنسى الألم ، وتحيا على الخيال بلا أمل ، أتذكر جيدا ذلك العيد ، الذي بعده لم يعد للعيد طعم ، ولا للحياة معنى ، أتذكر ذلك العيد الذي خرج أبي من المنزل باكيا ، تاركا أضحيته ، وكأنه فقد كل أبناؤه ، ونحيب صوته يعلو من البكاء ، وأتذكر جيدا أمي في ذلك اليوم ، التي ما زالت إلى اليوم عندما تسمع عن ذاك الرجل تبكي ، وترفع اكف الضراعة إلى أن ينتقم الله من كل من شارك في إعدام ذلك الرجل البطل في يوم الأضحى المبارك ، إخوتي وجيراني مازالوا يبكون ألما وحسرة على فقيد الأمة ، أبناء شعبنا وأمتنا على فراقك يا صدام لمحزونون ، حتى الشجر تساقطت أوراقه حزنا عليك ، والأحجار تفتت بكاء عليك ، والرمال تناثرت حسرة على فرقاك ، والبحار ماجت بكاء عليك ، حتى النجوم انطفأت أضوائها بعد أن فقدت رجلا بألف رجل أرعب الأمريكان ودول الكفر في زمن كل حكام العرب عبارة عن أوراق ، مات صدام جسدا ، لكنه لم يمت في قلوب البشر ، فشعوبنا بعد موته ، ما زالت تذكره وتترحم عليه ، وهناك حكام كثر ماتوا وما لهم من أثر ، فكل زعيم لا يعمل لشعبه وأمته ، بعد موته كل الشعوب على قبره ستبول بلا تردد ، مات صدام العروبة والبطولة ، وخلفه حيا الملايين والألأف ، لكن هناك سؤال يخطر في بالي بين الفنية والأخرى ، لماذا أعدم صدام في يوم الأضحى المبارك ؟ ومن الذي خطط لإعدامه في ذلك اليوم المبارك ؟ وما هي الرسالة التي يريدون أن تصل لنا ؟ وماذا يعني أن يعدموه بعد صلاة العيد مباشرة ؟ وهل يعرف من يقف مع الشيعة أنهم والأمريكان وجهان لعملة واحده ؟ وهل اتعظ حكام العرب من أن أمريكيا تركض خلف مصالحها ولا يهمها أمر الحكام وشعوب العرب ؟ ألم يرى حكام العرب كيف تقف الشعوب مع من يقف معها وقت المحن ؟ أم أن قلوب حكام العرب معطله ولا تعمل ؟ بالأمس اكبر عملاء لأمريكا في الشرق الأوسط سقطوا ، فماذا غير بصق الشعوب عليهم جنوا ؟ وماذا عن أمريكيا التي دمروا أمتهم لأجلها ؟ هل وقفت معهم ؟ هل دافعت عنهم ؟ أم أنها كشعوب العرب بالت عليهم ؟ لماذا ينسى الطغاة أن صدام رغم مرور أعوام على استشهاده ما زال موجودا ؟ وهم رغم مكوثهم وجلوسهم على عروشهم وكأنهم ليسوا بموجودين ؟ يا أبناء الأمة في يوم عرفة المبارك ، ترحموا على صدام العروبة وأبطال الأمة الأشاوس ، ادعوا لأقصانا بان يحرر ، ولسوريا بان ينتقم الله من أسدها وزمرته ، ومن الطغاة العرب بأن يُعجل الله بهلاكهم ، وان ينجوا من كان فيه خير لهذه الأمة ، وما زلنا ننتظر مجيء حاكم عربي كصدام العروبة ، يزلزل الأرض من تحت أقدام الأعداء ، ويخيفهم ليل نهار ، ويقلقهم في المنام ، فيا صدام هنيئا لك الشهادة ، فحتى أعدائك اليوم يشهدون لك بالبطولة والرجولة ................. 
بقلم : محمود العايد